بات تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على ثقافة المجتمع بكل ماتحمله الينا عبر هواتفنا الذكية ملحوظ بشكل كبير، حيث كشفت أحدث الدراسات في علم النفس أن الفئة الأكثر تأثرًا بما يعرض على مواقع التوصل الاجتماعي هم من النساء ففي حال شاهدن إحدى الشخصيات تقوم باستخدام منتج أو ترتاد مكان معين أو تتبع أسلوب ونظام حياة معين فإنهن يتفاعلن معه، وقد أصبح تطور هذا الواقع في العالم الافتراضي جزءاً مهماً من حياتنا اليومية بكل مايحمله من سلب وإيجاب، لايخفى على مانراه بعض المشاهير يستخدمون ألفاظاً تسبب تلوثاً سمعياً وسلوكياً، ويتم تداولها من قبل المشهور وكأنها ألفاظ طبيعية، وايضاً غياب ردود الفعل المجتمعية تجاه هذه السلوكيات السيئة مما تسبب بانتشارها وعدم منع هذه الظاهرة السلبية، وكذلك بالنسبة لبعض المحتوى الذي يتم تقديمه ليس له قيمة فعلية وإيجابية على المجتمع، فبلغ تأثيرهم مدى واسعاً أدى إلى اعتبارهم فئة مؤثرة أكثر من كونهم مجرد مشاهير، وهنا وجب اتباع مبدأ المسؤولية الاجتماعية، سواء على الجانب الذاتي أم على مستوى المجتمع، والالتزام به لمحاربة السلوكيات السلبية.
نحن لا نرفض هذا الواقع الافتراضي، ولكن ايضاً يجب أن نكتسب الاستفادة منه، ولا يجوز التعميم على الجميع، فبعض المشاهير الذين استغلوا شهرتهم في ما يخدم المصلحة العامة، خصوصاً على صعيد الترويج للأعمال الخيرية والمعلومات المفيدة، سواء كانت طبية علمية وأكاديمية وإخبارية، ولا مانع ان كانت تخدم المجتمع الى هذا الحد، ويندرج هذا الايجاب الى جانب مساعدة الوسائل الاتصالية بطرح العديد من القضايا المجتمعية ومناقشتها، كالقضايا الصحية، والاختلافات الثقافية، والعلاقات العامة، حيث تتباين تأثيرات هذه الوسائل على المجتمعات مابين التأثير واللاتأثير، ومن العوامل المرتبطة بمستوى التأثير تتضمن الخبرة، البرستيج، الجاذبية، التفاعل والتواصل المتبادل مع المتابعين، ونسبة المعلومات المقدمة للجمهور.
مع التطور الكبير أصبح واضحاً التأثر المندرج نحو الذوق اكثر من الرأي، وهذا يتبع عامل الخبرة لرواد التواصل الاجتماعي وطرق جذب المتابعين نحوهم، هنا وجب ضرورة أن يكون المتلقي على ثقافة عالية ووعي تام ليعرف ما يفيده وما يمكن اكتسابه من أمور إيجابية منهم، خصوصاً أن بعضهم يعكس صورة مجتمعاتنا للمجتمع العربي والعالمي بصورة سلبية وبطرق تشخيصية .