احمد الدعمي – كربلاء
قبيل انطلاق بطولة كأس الخليج العربي بنسختها الـ26 في الكويت يوم غدٍ السبت، تتجه الكثير من الأنظار نحو المنتخب العراقي حامل لقب النسخة الماضية، والذي يبدو أنه يدخل البطولة وعينه على الحفاظ على اللقب. الأمر لا يبدو سيئًا، أليس كذلك؟
في الحقيقة، هنا تكمن المشكلة، وتدور في مخيلتي الكثير من المخاوف على مستقبل المنتخب الوطني في تصفياته المؤهلة لحلم المونديال العالمي. وكنت أتمنى أن يعلن اتحاد كرة القدم موقفه من المشاركة في الخليج، ليعتبرها بروفة تحضيرية للحلم المونديالي الأكبر.
البطولة غير معترف بها، لكن ماذا عن التبعات؟
تشكل البطولة حدثًا مهمًا لدى دول منطقة الخليج، بما فيها العراق، ولها اعتبارات معنوية كبيرة، لكنها تُعد من البطولات غير المعترف بها من قبل الاتحاد الدولي (فيفا).
بالنسبة لمشاركة منتخبنا في هذه النسخة، فهي تُعتبر سلاحًا ذا حدين؛ فمن الممكن أن تكون عاملًا مساعدًا في تحقيق الحلم بالوصول إلى كأس العالم، أو قد تتسبب بما لا يُحمد عقباه، خصوصًا أن موقفنا في مجموعة التصفيات جيد بالنسبة للآخرين، لكنه على المحك في الوقت نفسه.
لماذا الخوف من تبعات البطولة؟
الواقع الرياضي في العراق تتحكم به جهات عدة من دون مراقب أو حسيب، سواء في البرامج التلفزيونية أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى عاطفة الجماهير التي يسهل اقتيادها. إضافة إلى أزمة الأنصار والمعارضين بما يخص موضوع اللاعب المحلي أو المغترب.
هذه الأمور قد يستغلها البعض ممن لديهم مصالح شخصية أو ممن يعارضون عدنان درجال وكادره التدريبي. وهم نفسهم الذين يظهرون بعد كل مباراة ويطلقون التصريحات النارية، حتى تلك التي لا تخطر على بال أحد، أو يثيرون الاعتراضات على اختيار عناصر تشكيلة أسود الرافدين.
للأسف، فإن اللاعب العراقي لا يقدر على النأي بنفسه عن ما تحمله ساحات الإعلام والتواصل الاجتماعي من مهاترات تتسبب في ضياع التركيز في الكثير من الأحيان.
المبالغة في الفرح والعكس صحيح
نحن كجماهير وإعلام محبين وعاشقين لمنتخبنا نتحمل الكثير من التأثيرات التي تطال منتخبنا الوطني. وهذا يحدث عند كل مناسبة كروية نشارك فيها؛ فعند الفوز نصعد بهم قاب قوسين أو أدنى من (البرازيل)، وإذا خسرنا مباراة جعلنا منها نهاية العالم وهبطنا بهم إلى أسفل سافلين.
هذا الأمر يكون ذا خطورة بالغة عندما نكون في بلد لا دور للرقابة فيه، فكل يصرح بما تراه نفسه دون مراعاة المصلحة العامة في ذلك. ومن هذا المبدأ، تنطلق كل المخاوف حول إمكانية أن تذهب بطولة الخليج بحلم المونديال أدراج الرياح.
في الختام
نحن بحاجة إلى الكثير من الوعي وضبط النفس تجاه العديد من القضايا. فمن المؤسف أن نقتل أحلامنا من حيث لا نشعر. ولنا في كأس آسيا أمام الأردن مثال ليس ببعيد.
هذا ليس عاملًا للتشاؤم ولا حكمًا مسبقًا على ما ستؤول إليه الأمور في هذه المشاركة. فمن الجيد جدًا أن نحافظ على اللقب أو نحقق نتائج إيجابية كبيرة فيها. لكن عدم تحقيق ذلك هو فرصة مثالية لنا لتشخيص الأخطاء والعمل على وضع الحلول المناسبة قبل العودة لاستئناف ما تبقى من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.