امير زيارة
ذهبتُ مع احد رفاقي لشراء سيارة من احدى المناطق الغربية في العراق بعد ان تواصلنا مع صاحبها عبر احدى برامج التواصل دون ان تكون لنا معرفة سابقة بهِ وهذا ما جعلني اشعر بالخوف مما قد يكون عليه هذا الشخص ، فما نسمعهُ في الاعلام وبعض المنابر من لغة طائفية جعلتني اتوخى الحذر في التعامل معه.
وبعد اجتماعنا بهِ في احدى المناطق الغربية التي كان مقرر ان نلتقي بها معه واتفقنا على تفاصيل شراء السيارة ، ذهبنا لاكمال عقود الشراء، ولكن في الطريق لفت انتباهي شيء غريب جعلني اشعر بالقلق ، لقد كان يسير بسرعه بطيئة جداً اقل من السرعة المقرر ان يسير بها في الشارع المقصود وهذا الامر اثار قلقي مما دفعني الى سؤالهِ عن سبب سيرهِ ببطئ، فرد قائلاً : هذا الشارع خطير وانا اخشى ان يحدث لكما مكروه فيقال ان اهالي المناطق الغربية قتلوا شابين من كربلاء وتعم الطائفية بيننا ؛سلامتكما عندي اهم من سلامتي .
لم تكن هذهِ المرة الاولى التي امر بها بمشهد مماثل كهذا ، فكلما قابلت احداً من ابناء تلك المناطق وجدوا فيه الصفات التي يتصف بها كل عراقي شريف وغيور ومحب لأبناء وطنهِ .
السؤال هو؛ اين اولئك الطائفيين والقتلة الذين يتحدث عنهم الاعلام وبعض رجال الدين المزيفين ممن يحرضون على الطائفية والقتل و التفرقه بين ابناء الشعب الواحد ؟
نحنُ نعيش في وهم وفكرة لا وجود لها على ارض الواقع فكرة تم زرعها داخل عقولنا لتمنعنا من ان نتفق ونتوحد فنُصبح شعب يصعب على الفاسدين والقتلة والمتاجرين بالدماء السيطرة عليه ، هم يعلمون جيداً اننا اذا توحدنا فلن يتسنى لهم حكمنا ، هم يعلمون جيداً ان توحدنا هو زوالهم وسقوطهم من عروشهم ولذلك هم يحرصون جيداً على تفرقتنا من خلال بث افكارهم المسمومة باستخدام إعلامهم الاصفر ورجال الدين المتعصبين من كلا الطائفتين ، هم يستخدمون كلابهم السائبة لقتل الابرياء ونشر الرعب.
انا اعلم ان هذهِ الحقبة السوداء في تاريخ العراق قد رحلت منذُ سنة ٢٠٠٧ دون رجعة فقد حاول من بيدهِ السلطة ارجاعها مرات عديدة ولكن دائماً ما كانت تواجه رداً صاخباً من الشارع العراقي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي واخرها كانت في مظاهرات تشرين ، ولكن للأسف الشديد ما زالت اثارُها وافكارُها المرعبة باقية في قلوب العراقيين حتى هذهِ اللحظة ، ولن اشعر بالاستغراب اذا ما سمعتُ خطاباتٌ طائفيةٌ في الايام القادمة فموعد الانتخابات بات قريباً وللحفاظ على ربوبيتهم لا بد من تقسم الاصوات حسب المناطقية القذرة .