لعل الجميع يتساءلون مثلي، تحت أي عنوان تمارس الأحزاب الإسلامية كل هذا الفساد والإجرام، رغم أنهم يدّعون الانتماء لدين يحرم قتل النفس البشرية ويعتبرها من أكبر الكبائر؟
(وهم المصلحة العليا) هو الجواب الأمثل، وكل ما يمارسونه من فساد وإجرام يأت من منطلق (الغاية تبرر الوسيلة)؛ إذ يعتقدون بأنهم يحاولون حفظ المصلحة العليا التي تتمثل بـالسلطة الشيعية على وجه التحديد، بعد أن فقدوها لسنوات طويلة، متجاهلين أن الدين يجٌرم هذه الوسائل ويحرم قتل النفس البشرية (إلا بالحق) فيظنون أنهم يقتلون بالحق لغاية سامية تتطلب التضحية ولو بدماء الأبرياء، كما تفعل الحركات الإرهابية وأقربها داعش!
بل ويديرون أعمال مالية غير مشروعة، فيبيعون المناصب، ويديرون صالات القمار ويأخذون الجباية، ويتجسسون لبلدان أخرى، كل ذلك من أجل دعم تياراتهم وأحزابهم وتسليحها تحت عنوان المصلحة العليا التي يوهمون أنفسهم أيضاً بأنها مسؤوليتهم الكبرى التي يجب عليهم توليها وتحمل أعبائها.
إلى جانب ذلك هناك ثلة كبيرة من السذج الجهلة الذين يمنحونهم سلطة القيادة وينظرون لهم على أنهم مختارين وقادة وزعماء عظماء، فكيف لا يصابون بـجنون العظمة (البارانويا)، وبذلك نحن أمام مرضى نفسيين تخطوا مرحلة العلاج، هم وأتباعهم، يعملون تحت شعار: “القتل في سبيل الوطن، أسهل بكثير من الموت في سبيله.”