رأي- نورالدين الفتلاوي
إن المجتمع مقسم الى شرقي وأخر غربي واختلاف الحضارات والثقافة بين المجتمعين واضح، ولكن في ضل التطور والانفتاح اختلط الاثنان وبدأت المجتمعات تتشابه، قد يكون هذا التشابه شيء معيب بالنسبة للبعض وايجابي ومتحضر لأخر ولكن في كلا المجتمعين هناك امور وضوابط للحرية المتاحة للأفراد.
في المجتمع الشرقي، من الاشياء السيئة أن يخرج الرجل للشارع وهو مرتديا ملابسه الداخلية فهذا التصرف هو بحد ذاته انتهاك لضوابط المجتمع اما في المجتمع الغربي قد يكون هذا عاديا، ومن باب اخر من المستحيل ان يتقبل المجتمع الشرقي فتاة تُقبل رجل في الاماكن العامة فهذا التصرف يُعد خارج حدود حريتها، اما في عند الغرب فهذا شيء روتيني ووارد بشكل كبير.
نحن نعيش بمجتمع ديمقراطي وحرية الانسان مكفولة ولكن هناك حدود يجب أن لا يخترقها.
في الازمان القديمة كان من المحرم والممنوع أن تخرج امرأة من غير حجاب ولكن بمرور الوقت وبالتحديد بعد الحركة الاستعمارية التي خاضتها الدول الغربية على دول الشرق فقد بدأت تختلط الاوراق وتلك العادات باتت تتقلص بداعي التطور الفكري والنضج العقلي، وبدأ الوقت يمضي والسنوات ترحل واحده تلا الاخرى، حتى اصبحنا في زمن خلع الحجاب شيء طبيعي ولكن من تخلع الحجاب ستتلقى صفعات كثيرة من مجتمع اعتاد أن يرى المرأة قطعة سوداء لا يرى منها شيء، اما في وقتنا الحالي ان الظروف تغيرت واخذ المجتمع يعتاد على ظهور الفتاة من دون حجاب ولكن اصبح الوضع يميل الى الهاوية، فالحرية التي نادوا بها ووضعوها حجة لخلع الحجاب هي نفسها استخدموها لكي يلبسوا ثياب لا تليق بهم كأفراد يسكنون في وسط مجتمع له عادات وتقاليد ثابتة وموروثه من اجيال لأجيال.
أنتِ حره ان تخلعي حجابك او ترتديه ولكن يجب ان لا تسيئي لمن حولك فأنت تمثلين طبقة النساء كافة، وفي نفس الوقت من حق أي فتاة ان تلبس الثياب التي تراها مناسبة ولكن هناك حدود تمنعها من ارتداء اللباس الفاضح.
الابتعاد عن الحياء بداعي العيش في الحياة هذا شيء قد يدفع ثمنه الاجيال القادمة، لأننا نُعد موروث لما بعدنا فأما يرثون ماهو يليق بنا كمجتمع شرقي متحضر وذات ثقافة عالية او يستنزفون ما سعينا لأجله طيلة تلك السنين بسبب الظلام الذي يخيم على عقول بعض افراد هذا المجتمع، فاذا اردتي خلع الحجاب اخلعيه ولكن لا تخلعي حيائك.