حيدر العزاوي
ينهض فيركض لاهثاً وحيداً مكراً على أعدائه بعد ان استشاط غضباً وغيضاً وألماً ومعاناة؛
وبعد ان خذله كل المحبين والمريدين والأنصار من شعبة ، فقد الأمل كل الأمل والصبر كل الصبر فقد طال الانتظار ، فما عادت مياه دجلة والفرات العذبة الباردة تثلج قلبه الملتهب كما كانت دائماً؛
يتقدم بعزم وقوه ماسكاً منارةً بيمينه وصليباً بشماله، راكباً على ظهر أسدً بابلي، متخذاً من نصب التحرير درعاً واقياً ومن سعف النخيل وليفها لباساً ومن سيقانها مشاعل يجلو بها الظلام الحالك ليبصر شمساً مشرقةً في سمائه؛
قاتلاً وساحقاً لك أعدائه بضربة منارة وطعنة صليب؛
يجوب الأرض جنوباً وشمالاً شرقاً وغرباً فلم يجد أعداء أخرين، فهو ببساطة قد أحرق تلك الساحرة العاهرة بعد أن قسم ظهرها وفصل رأسها عن جسدها ، فطالما قد كانت سبباً في معاناته و جروحهِ النازفة وذرف الدموع على أحبته وقلبه الذي يتقطرُ دماً، انها تلك المسماة بــ ( الخضراء)
ها هو اليوم يولد من جديد بمجد بابلي ، وحضارةً سومريةً أكديةًأشورية؛
مازجاً لسلاسل جبال هلكورد ورمال الصحراء الغربية متخذاً منها درعاً حصيناً محاطاً بخندق مملوء بمياه عيون كبريتية مشتعلة!
متخذاً من شرائع حمورابي منهاجاً له ؛
ينظر بعين كلكامش طامحاً للخلود الأبدي وكأنه لن يموت أبدا؛
وها هو اليوم يرقص على ظهر مركب شراعي أسموه (شط العرب ) ، محاطاً بمياه دجلة يميناً والفرات يساراً ؛
يتراقص كالمجنون فرحاناً مستبشراً على الحان ناي شمالي وعود بغدادي ودف جنوبي، فكل تلك الألحان امتزجت لتكون سنفونية الحياة؛
لك المجد أيها العراق الثائر ، لك المجد .