الكتبي حسين سعدون اجتاح “المنصات الرقمية” بعبارات فلسفية وأدبية تفاعل معها الملايين
احمد ابوصفرة – سكوب الأخبارية
كتبي في شارع المتنبي، استطاع أن يتحول من صاحب بسطية صغيرة إلى شخصية عامة، يتابعها الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى غير المعتاد تمكن حسين سعدون من بناء نسق من الاقتباسات المطمورة في الروايات والكتب العالمية إلى حديث يتلاقفه ويردده الشباب على مواقع التواصل ،تميز بالبساطة والتواضع في الطرح والكتابة، سعدون اخترق شاشات الهواتف ليصل إلى الناس بسهولة مفسراً قضاياهم ومشاكلهم من خلال ماقرأ عنها مقارن بينها وبين ما كُتب، ولاقت محاضراته صدىً واسعاً بين الأوساط الثقافية والمعرفية، فيما ازدادت ساحة المعجبين به حتى أنه شارك أفضل صناع المحتوى في العالم بدعوة من أكاديمية الإعلام الجديد في دبي وكذلك السعودية ضمن الوفد الإعلامي لقمة جدة .
وبهذا الصدد حاور موقع “بويب البصرة” الكُتبي سعدون
*هل الكتب والقراءة تقلل من ظواهر تفشت بالمجتمع كالمخدرات والانتحار؟
حسين: ليس شرطاً في تأريخ الفكر هناك كتاب مدمنين مخدرات ،هناك روائيين خاصةً في اليابان انتحروا، لكن القراءة هذه قضية شخصية تساهم في زيادة نسبة الوعي تقليل من نسبة الجريمة والتنمر ،الإنسان كلما زادت نسبة الوعي لديه، كثير من الأمور تنعكس على الواقع ،أما الانتحار والمخدرات هذه قضايا فردية وشخصية.
*سابقاً كنا نشاهد هناك أندية وصالونات أدبية يلتجأ إليها الشباب، بينما في الوقت الحالي تكاد تكون معدومة برأيك ما السبب ؟
حسين: أنا أشرح تجربتي الخاصة في هذا الموضوع السبب هو مواقع التواصل، عندما أعمل محاضرة إلكترونية على مواقع التواصل يحضرها الآلاف لسهولة الاستخدام والانتشار تستطيع أن تشاهدها في البيت والسيارة، أحد الأيام عملت تجربة وأجرت قاعة في منطقة الكرادة وسط بغداد، وقمت بعمل إعلان عن محاضرة كان يوم جمعة عطلة، قررنا تكون مرة بالشهر حضر للمكان شخصين فقط ،لأسباب عدة منها الاختناقات المرورية والمشاكل الأمنية وغيرها من العوائق التي تقلل حضور مثل هذه الندوات، لهذا السبب بغداد لا يوجد فيها صالون قراءة واحد ،اردنا عمل صالونات أدبية وفشلنا، إضافة الى أن أصحاب المقاهي يبحثون عن التجارة والأرباح ليس لهم علاقة بالثقافة.
*في أحد الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل تقول من خلال احد الاقتباسات إن مشكلة العرب جعلوا النصوص القرآنية سقف أعلى للتفكير، بالإضافة إلى أنهم أسرى النصوص؟
حسين: ليس القرآن فقط، وإنما النصوص الدينية والدنيوية، الإنسان يجب أن يتفاعل مع النص وأن الوحي الآلهي المنزل أداة فهمه هو العقل، لكن اذا تركت العقل على جانب وسلمت للنص دون أن تفهم هذا النص، هنا تظهر التيارات السلفية والتكفيرية نسميها “التيارات السطحية “العرب مشكلتهم هم أسرى النصوص المستوردة يسميها فؤاد زكريا وجورج طرابيشي الماركسية والليبرالية او النصوص المنزلة، نحن العرب لم ننتج نصنا الخاص في مختلف العلوم ،علم الاجتماع والاقتصاد، لا توجد نظرية عربية بالمعرفة، لأ العرب يقلدون وهذه مشكلتنا الأزلية .
*هناك من يرى أن حسين سعدون أصبح من دون أن يشعر أسير الاقتباسات والنصوص ولاسيما أن معظم طروحاتك قائمة على ماكتبه الآخرون ؟
حسين: عندما يقوم صاحب معرض لبيع السيارات بعمل إعلان عن بضاعته هل يلام على ذلك؟ أنا رجل ليس لدي مورد مادي سوى مكاني في المتنبي أمتلك مخزن صغير “وبسطية ” لبيع الكتب لا أنا موظف في الدولة ولا أنتمي لاي جهة أنا همي بالدرجة الأساس أن أقوم بعمل إعلان عن بضاعتي التي هي الكتب لدي كتب لديكارت ،كانط وعلي الوردي لابد وأن اتكلم عنها ،ثانيا هناك قطيعة بين المثقف والعامة من الناس لأنه لاينزل لمستوى الناس ولا يخاطبهم بعقولهم قررت أخاطب الناس بما يفهموه ويكون خطاب بسيط يستطيعون استيعابه ويهتمون به .
*كيف تفسر حملة التنمر التي تواجهها في مواقع التواصل الاجتماعي؟ وما مدى الإفادة منها في الإنطلاق باتجاه معاكس؟
حسين: إن حملة التنمر يقودها جزأين الجزء الأول هو الإنسان قليل الوعي والفهم في يده الكيبورد، ومن سخريات القدر أن هذا النوع يتنمر عليه وهو إملائه خطأ وأنا أشفق عليهم، ولا أجيب على تعليقاتهم اكتفي بحظرهم فقط، وأن سبب هذه الحملات هو عدم وجود قوانين رادعة، كنت في دبي وجدت هناك غرامات على خطاب الكراهية والإقصاء لو كانت هذه القوانين موجودة في العراق لا أحد يفكر بالتنمر والكراهية ،وينتهون مع مرور الزمن، ولا أعيو لهم اهمية إطلاقاً ،القسم الثاني يقودها بعض المثقفين هدفهم التسقيط لأنه في نفس مجالي يغار مني ويحاول أن يسقطني، وبالنسبة لي لا تعنيني، ومن يناقشني ويظهر ثغرة في كلامي أرحب به واستفيد، لكن عندما يصل مرحلة السب والتنمر هنا فقد الأخلاق اقوم بإنهاء الحوار حتى لا ادخل معه في جدال لذلك كل مواقع التواصل الاجتماعي التي استخدمها لن تجد لي فيها اي جدال مع اي شخص، واكتفي بحظره فقط.
*لماذا تم اتهامك بالعمالة والخيانة بعد السفر الى الخليج وهذه الاتهامات هل ولدت خطر حقيقي على حياتك ام مجرد منشورات على فيس بوك ؟
حسين: بعيدا عن مستوى الخطر هذا جهل الذي يعمل بالعمالة والخيانة، أولاً لابد أن يكون له منصب مرموق وليس صاحب مكتبة لا يقدم ولا يؤخر، ثانياً أن من يعمل في مجال العمالة هل يعمل في العلن ؟ ويخبر الناس انا ذاهب إلى دبي وأنا في المطار، ذهبت إلى السعودية لحضور مؤتمر قمة عالمي شارك فيه رؤساء دول، وجودي هناك سببه ذكاء القائمين على القمة الذين يرون أو الصحافة التقليدية ماتت الصحف والفضائيات، اتجهوا نحو مواقع التواصل والاشخاص الذين لديهم ترند في مجال الثقافة وهؤلاء نادرين في مصر، العراق ، سوريا، الاردن ولبنان وقاموا بأخذ عينة من المشاهير في مجال الثقافة الذين يقع على عاتقهم نشر الأخبار في مواقعهم وتصل إلى الناس هذا كل الموضوع.
*حسين سعدون دائماً ما نشاهد مقدمي البرامج يقدمون حسين المفكر العراقي برأيك .. من هو المفكر وكيف يمكن أن يقود فعل التغيير الفكري أو الاجتماعي أو الثقافي على أقل تقدير؟
حسين:المفكر هو من يتفاعل مابين النص والواقع كل إنسان يفكر، لكن هناك نقطة مفقودة بين المثقف وغير المثقف هي القدرة على تحليل وتفكيك الأشياء، أيضاً المفكر يمتلك القدرة على التحليل ورصد العيوب ووضع المعالجات.
*أليس المثقف متجرداً .. لماذا أضفت لقب العشيرة لاسمك على فيس بوك (حسين سعدون الحيدري) ؟
حسين: هذا لأسباب منها اولا هي عشيرتي لا أتبرأ منها ثانيا كان رد على من نسبني الى جهة سياسية وقال: انها تقوم بتمويلي مالياً لإسقاط الطائفة الشيعية، لذلك قمت بوضع اسم عشيرتي التي هي أسرة علوية يعود نسبها الى الامام الكاظم، بعد وضع اسم عشيرتي تفاجئوا وتوقفوا عن هذه الاتهامات .