دعا محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق، للتعاون مع المصارف والبنوك المركزية العربية لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر اتحاد المصارف العربية، المقام في فندق بابل وبرعاية البنك المركزي العراقي، تحت شعار “التحديات التي تواجه المصارف العربية في الامتثال للقوانين والتشريعات الدولية وتلبية متطلبات البنوك المراسلة” وبحضور عدد كبير من المسؤولين المصرفيين والاقتصاديين العرب.
وقال العلاق، إن “انعقاد هذا المؤتمر الذي لا يخفى على الجميع أهميته في إطار التعاون والشراكات العديدة التي يقيمها البنك المركزي العراقي مع مختلف المنظمات والمؤسسات العربية والدولية وانفتاحه عليها بهدف تبادل الخبرات وتحسين الأداء في القطاع المصرفي والمالي”.
وأضاف، أن “ذلك يعكس مدى توافق الرؤى التطويرية والأهداف الستراتيجية في ما يتعلق بالموضوعات التي يتم تناولها، والتي تركز على مجالات جوهرية وأساسية، مثل دعم التنمية الاقتصادية ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ورقمنة الخدمات والمنتجات المالية والمصرفية، والمدفوعات الإلكترونية وتحقيق أهداف الشمول المالي”.
وتابع محافظ البنك المركزي، أن “هذه المواضيع تؤثر بشكل مباشر في الاقتصاد وحياة المواطنين، اذ لا يمكن البحث في واقع القطاع المصرفي وواقع المصارف بعيدا عن الاقتصاد الكلي”.
وأكد، أن “البنوك المركزية واجهت تحديات متزايدة بعد عقود من الوظائف والمهمات التقليدية والتي يمكن أن تكون أقرب الى السكون، حتى حملت كل فترة تحديات مختلفة استدعت منهجاً خاصاً في مواجهتها”.
لافتاً الى، أن “بعد فترات طويلة من الانخفاض في أسعار الفائدة والتضخم، بدأ الاقتصاد العالمي يواجه مرحلة تتسم بارتفاع التضخم وارتفاع مستويات الدين العام والدين الخاص، ما دعا البنوك المركزية الى أن تتلمس الحاجة الملحة، لإدراج الاستقرار المالي وبواعث القلق بشأن الانكماش ضمن نماذجها الاقتصادية واستحداث أدوات غير تقليدية للتعامل معها”.
وبين، أن “البنوك المركزية تواجه تحديات جديدة في التفاعل بين الاستقرار المالي والنقدي، في ظل هيمنة السياسة المالية العامة واضطرار البنوك المركزية الى تسهيل ديون الحكومات المفرطة، على حسب الضبط المالي الذي يستلزم تقليص الإنفاق أو زيادة الإيرادات المحلية أو كليهما”.
ووضح، أن “القطاع المصرفي العراقي شهد عبر (10) سنوات منصرمة تطورات نوعية كبيرة استجابة لمتبنيات وسياسات البنك المركزي العراقي، حيث أدخلت وطبقت لأول مرة مفاهيم وممارسات قواعد الامتثال والحوكمة وادارة المخاطر والرقابة الاحترازية والرقابة المبنية على المخاطر وإدارة الجودة الشاملة واستمرارية الاعمال والخدمات الرقمية والشمول المالي”.
وبين علي العلاق، أن “رغم كل هذه التطورات تبقى هناك تحديات كبيرة ومتصاعدة تتمثل بتحديات الامتثال للقوانين والتشريعات والمتطلبات والمعايير الدولية، وهذه التحديات لها صلة وتأثير مباشر على انفتاح المؤسسات المالية المحلية على مثيلاتها الدولية”.
وأكد، أن “بقدر ما يحققه كل ذلك من تحقيق التواصل والارتباط مع العالم الخارجي، فإنه بلا شك يحمل تحديات وآثار كثيرة”.
معربا عن امله، ان “يوفق المؤتمر في إشباعه والوصول الى حلول ناجعة لهذا التحدي وتكريس التعاون والتنسيق بين البنوك المركزية العربية والمصارف العربية والمؤسسات المالية غير المصرفية، لتحقيق الاستقرار والنمو “.