احمد ابو صفرة
أديب وناقد مصري لُقب بعميد الأدب العربي ولد في 15 نوفمبر عام 1889 أستخدم منهج الشك الديكارتي في القضايا التي يطرحها كتابه “في الشعر الجاهلي” حاول طه حسين أن يجيب عن ثلاثة أسئلة من العرب ، ما تأريخهم وما لغتهم ؟ إضافة الى معرفة التقسيمات القديمة للعرب الشمال والجنوب العاربة والمستعربة وعلامَ تم هذا التقسيم ؟لست بصدد ذكرها الآن لكن ما أود ذكره هو التراجعات التي حصلت في الفكر النقدي العربي الحالي وشجاعة مفكروا النهضة العربية في طرح قضايا نعجز الآن عن الحديث عنها حتى مع الدائرة القريبة من الاصدقاء،
الحياة الجاهلية
أن طه حسين لا ينكر الحياة الجاهلية لكن اختار القرآن بدل الشعر للدلالة عليها قائلا أن أصدق مرآة لمعرفة حياة الناس هي القرآن وليس الشعر الجاهلي ،وأستبعد أن يمثلها بما يسمى الشعر الجاهلي، مستعرضًا عدد من المآخذ التي شخصها في تدوين الشعر الجاهلي واستناده الى روايات يراها مُختلقة وضعيفة إضافة الى اللغة الواحدة للشعر .
تكفير طه حسين
تبدأ القصة من القضية التي أحدثت ضجة فكرية وهي الشك في الوجود التأريخي للنبيين إبراهيم وإسماعيل يقول: “للتوراة أن تحدثنا عن إسماعيل وإبراهيم، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التأريخي ” اعتبر النص أحد الفروض الذي ينتهجها في البحث عن الحقيقة تلقف الفكرة محمد خلف الله ووضعها في أطروحة الدكتوراه “الفن القصصي في القرآن ” الذي يشير فيها إن للقرآن شخصيات تأريخية حقيقية وشخصيات نصية تضرب فيها الأمثال للعضة والعبرة.
تراجع طه حسين
لا يكاد ان يصل كتابه للناس حتى فُتحت عليه نيران النقاد ،من علماء الأزهر والصحافة العربية والمصرية وأحدث ضجة كبيرة في العالم الإسلامي ، بدأت الدراسات والكتب تُنشر للرد عليه والمطالبة بتقديمه للمحاكمة بتهمة إهانة الدين وبالفعل عُرض على المحكمة وتمت تبرئته بعد سحب كتابه من الاسواق وإعادة نشره بصيغة أخرى .
فجر طه حسين ثورة تصحيحية ضد المناهج القديمة التي أتصفت بالثبات والجمود معتمدًا على التنقيب والتقصي والاستنتاج للوصول الى الحقائق لكن هذه الثورة العظيمة ذهبت أدراج الرياح منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا المحاولات خجولة للخوض في مثل هذه القضايا التي تحتاج الى تفكيك ودراسة علمية .
وأختم بما قاله الراحل نزار قباني في رثاء طه حسين
ارمِ نظارتيكَ ما انت اعمى
إنما نحن جوقة العميانِ .