نور الدين الفتلاوي – وكالة سكوب الاخبارية
حقبة دموية جديدة بدأت في فلسطين بعد إنطلاق عملية (طوفان الاقصى) من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي، والذي بدوره أطلق عملية (السيوف الحديدة) التي استهدفت عدة مواقع عسكرية تابعة لحركة حماس وكتائب القسّام بالقذائف والصواريخ ردا على عملية الاقصى، واستمر الهجوم على قطاع غزة حتى راح ضحيته أكثر من 34971 فلسطينيا و78641 مصاب منذ السابع من أكتوبر لعام 2023م والى هذه اللحظة.
الاب العجوز والابن العاق
تعد الولايات المتحدة الامريكية هي اولى الدول التي تعترف بإسرائيل كدولة مستقلة في عام 1948م عندما أصدر الرئيس الامريكي هاري ترومان بيان الاعتراف عقب إعلان إسرائيل الاستقلال في نفس التاريخ.
منذ ذلك التاريخ وبدأت حكاية الاب الداعم لأبنه العاق الذي لا يتحكم بتصرفاته الطائشة التي ادخلته بحروب متعددة في أعوام 1948، و1956، و1967، و1973، و1982، فضلا عن العشرات من العمليات العسكرية المحددة ذات التأثير الإستراتيجي، كقصف إسرائيل للمفاعل العراقى أوزيراك عام 1981م، وقصف العراق الصاروخي لإسرائيل عام 1991م.
أن الاحتكاك المباشر لإسرائيل مع الدول العربية الملاصقة لها جعلتها تحتل مكانة الابن العاق، إذ شهدت دائرة الصراع العربي – الإسرائيلي خلال فترة 1945-2000، حوالي 17 حالة صراع عنيف بين إسرائيل والأطراف العربية الخمسة الملاصقة لها (مصر، سوريا، لبنان، الأردن، الفلسطينيين)، فضلا عن عشر أزمات مسلحة عنيفة كحرب الاستنزاف على الجبهة المصرية (1969-1970)، والانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م، بالإضافة إلى أزمة دخول إسرائيل جنوب لبنان عام 1978م، ثم صراع (كامن) يرتبط بمشكلة نهر الأردن التي أثارت حالة من التوتر الشديد في المنطقة خلال سنوات متباعدة.
كل تلك الحروب والخسائر البشرية والمادية كانت امام انظار الاب العجوز العم سام الذي كان يدعم ابنه العاق رغم كل تلك التخبطات بالسلاح والمال لكي لا يخسر تواجدة الاستراتيجي في الوطن العربي بقارة اسيا.
الحروب العربية الاسرائيلية الكبرى
بدأت تلك الحروب في 1948م بعد اعلان اسرائيل دولة مستقلة، إذ انطلقت الحرب العربية الاسرائيلية الاولى في نفس العام اوانتهت بهزيمة العرب وسميت بـ(النكبة).
لم تدم طويلا حتى دقت طبول الحرب مرة اخرى في عام 1956م بعد ما اجتاحت اسرائيل بمباركة من فرنسا وبريطانيا، منطقتي شرق قناة السويس وصحراء سيناء التابعات لجمهورية مصر، وانتهت بإنسحاب القوات الاسرائيلية في مارس 1957م وسميت هذه الحملة بالعدوان الثلاثي على مصر.
بدأت الاوضاع تتوتر حتى اشعلت الشرارة الاولى لحرب 1967م التي انتهت بهزيمة العرب وسميت بـ(النكسة)، ولم يدم السلام طويلا حتى انطلقت (حرب اكتوبر) في عام 1973م وهي الحرب العربية الاسرائيلية الرابعة التي اطلقت مصر وسوريا رصاصتها الاولى بهدف استعادة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وانتهت في مايو 1974م بعقد اتفاقية فك الاشتباك بين الطرفين.
وفي عام 1982م تعكز الابن العاق على محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن من قبل مجموعة فلسطينيّة منشقة لكي تطلق شرارة حرب لبنان بهدف القضاء على وجود منظمة التحرير الفلسطينية السياسي والعسكري فيها، والتي اسفرت عن احتلال إسرائيليّ أجزاء من جنوب لبنان استمر حتى سنة 2000م.
واسفرت هذه الحروب عن ما يزيد 200 ألف قتيل، وبلغ مجموع ما أنفق من أطرافه حوالي 300 مليار دولار.
عملية طوفان الاقصى .. انتصار بطعم المر
تعد عملية طوفان الاقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023م، حسب ما وصفها قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمد الضيف، أكبر هجوم على إسرائيل منذ عقود، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة،
وقال الضيف، في رسالة صوتية مسجلة فجر يوم السبت من نفس التاريخ، اننا “نعلن بدء عملية طوفان الأقصى بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو”.
وأضاف، أن “الضربة الأولى تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال أول 20 دقيقة من العملية”.
وتابع الضيف، أن “اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض”.
ودعا الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي (48) للانضمام إلى هذه الحرب بكل ما يملكون من أسلحة نارية وأسلحة بيضاء، وبالاحتجاجات والاعتصامات، فضلا عن دعوته للشعوب العربية والإسلامية إلى الدعم بالمظاهرات والاعتصامات، وكل أشكال الضغط الشعبي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له عقب العملية إنه “في حالة حرب، وسُمع دوي صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل ووسطها ومدينة القدس”.
في حين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع معارك بالأسلحة النارية بين مجموعات من المقاومين الفلسطينيين وقوات الأمن في بلدات بجنوب إسرائيل.
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن (عملية مزدوجة) قامت بها المقاومةالفلسطينية تشمل إطلاق صواريخ وتسللا على مناطق اسرائيلية.
واكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن “حماس تشن حربا على دولة إسرائيل”.
ومن جهته ذكر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في بيان أن “دولة إسرائيل تمر بوقت عصيب”.
في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مصور، “نحن في حرب وسوف ننتصر”.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن عدد القتلى الإسرائيليين وصل إلى 1538 خلال الشهرين الأوليين من بداية المعركة، في حين تجاوز عدد الجرحى 5 آلاف.
وقال أبو عبيدة إن “عدد الأسرى لدى كتائب القسام بين 200 إلى 250، و50 أسيرا فقدوا حياتهم جراء القصف الإسرائيلي”.
ويوم 31 يناير/كانون الثاني 2024 ارتفعت حصيلة القتلى من الجنود الإسرائيليين إلى 223 قتيلا حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
في ظل صمت مباشر من العالم وأعين العرب تتجه نحو اراضي اسرائيل المشتعلة بنيران القصف، حتى انطلقت عملية (السيوف الحديدية) التي قلبت الطاولة وجعلت من فلسطين نهر دماء وخراب يبدأ من غزة ويصب في الضمائر العربية طلبا للعون والاستغاثة.
عملية السيوف الحديدية .. بداية مجرزة غزة الكبرى
بعد إنطلاق عملية (طوفان الاقصى) من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي، رد الجيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية ضد قطاع غزة سماها عملية (السيوف الحديدية)، وبدأها بقصف جوي مكثف على القطاع، في حين دوت صافرات الإنذار في المستوطنات المحيطة بغلاف غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي إجلاء لكامل سكان الغلاف.
وتعد عملية السيوف الحديدية مجموعة من العمليات العسكرية التي تستهدف من خلالها عدة مواقع عسكرية تابعة لحركة حماس وكتائب القسّام بالقذائف والصواريخ، ردا على عملية (طوفان الأقصى) التي استهدفت عدة مواقع عسكرية إسرائيلية وشهدت عمليات تسلل وأسر وقتل عدد من المدنيين والجنود الإسرائيليين.
وشنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على أهداف في مخيم البريج وسط قطاع غزة، واستهدفت منازل قيادات حماس في القطاع.
مجزرة غزة الكبرى .. بيوت بلا جدران وصرخات تستغيث
بدأت مجزرة غزة الكبرى بعد انطلاق عملية (السيوف الحديدية) التي شنتها قوات الاحتلال الاسرائيلي على غزة ومستمرة الى الان.
تكبدت مجزرة غزة بخسائر بشرية ومادية كبيرة للفلسطينيين، فقد عاشوا على اصوات الصواريخ ولهيب النيران لأشهر طويلة، امتزجت بصرخات الامهات والموت في كل مكان، البيوت فقدت جدرانها وسقوفها والصرخات بدأت تستغيث بالضمائر العربية التي لم تحرك ساكن سوى بالقاء بيانات الاستنكار حسب ما يتداول في الوسائل الاعلام الفلسطينية.
فقدت غزة بناها التحتية من مستشفيات ومدارس وبنايات وحتى المنازل، بل فقدت اطفالها ورجالاتها ونسائها.
وذكرت وزارة الصحة في غزة ببيان لها، أن “اكثر من 34971 فلسطينيا قتلوا و78641 أصيبوا في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول من عام 2023م”.
بعد ما ظنت حماس انها حققت انتصار مهم وساحق على قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي، لكنها وضعت الشعب الفلسطيني بأكلمه تحت نيران ورحمة الكيان الصهيوني الذي سفك دماء الفلسطينيين ودمر مدنها وانتهك حرمتها.
في محاولة للمواجهة قامت حماس بمهاجمة احدى القوافل الاسرائيلية قرب معبر كرم ابو سالم واسفرت على قتل 4 جنود اسرائيليين.
صعد الهجوم من الاوضاع واغلقت قوات الاحتلال معبر كرم ابو سالم، وبدأت تهديدات الجيش الاسرائيلي بإجتياح مدينة رفح التي تعد شريان الحياة لغزة وبوابتها للعالم.
الجيش الاسرائيلي يهدد بقطع شريان حياة غزة
رفح هي مدينة فلسطينية عريقة، يعود تاريخها لخمسة آلاف عام، تقع أقصى جنوب قطاع غزة، على الحدود مع جمهورية مصر العربية،وتمثل بوابة القطاع إلى العالم، وتعد محورا إستراتيجيا حساسا لوقوعها على خط المواجهة الساخن في المنطقة مع إسرائيل.
أصبحت رفح بعد الحرب التي شنتها إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023 على غزة، موطنا قسريا للنازحين الفلسطينيين من جميع أنحاء القطاع، الذين وصل عددهم إلى أكثر من مليون، يعيشون في ظروف إنسانية قاسية، وتحت ضغوط إسرائيلية تهدف لتهجيرهم إلى شبه جزيرة سيناء.
وتقع في منطقة رفح أهم المعابر إلى القطاع، فعلى أرضها يقع معبر “رفح” شريان الحياة الرئيسي للقطاع، وبوابته إلى العالم الخارجي،وعلى بعد نحو 4 كيلومترات منها يقع معبر “كرم أبو سالم”، صلة الوصل المهمة بين القطاع والضفة الغربية، فمنه تعبر البضائع القادمة من فلسطين المحتلة وكذلك بعض المساعدات الدولية.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمضي في الهجوم الذي يهدد بشنه منذ فترة طويلة على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وقال نتنياهو، إن ” سواء جرى التوصل لاتفاق أم لا، فإن إسرائيل عازمة على المضي في العملية لتدمير التشكيلات القتالية المتبقية لحماس في رفح”.
واضاف، أن ” فكرة إنهاء الحرب قبل تحقيق الأهداف ليست خيارا مطروحا، سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك، باتفاق أو بدونه، من أجل تحقيق النصر التام”.
ومن جانبه ذكر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن “الوزارة لم تر بعد خطة مقنعة لعملية إسرائيلية في رفح”.
ومن جهته أبلغ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الذي يزور إسرائيل، نتنياهو “أن العملية العسكرية المزمعة في رفح ستكون فكرة سيئة ولن تحل أي شيء”.
الابن يتوعد والاب يهدد ومصير غزة بين النارين
بعد توتر الاجواء والمناوشات بين اسرائيل ودول العالم، خرج الاب العجوز عن صمته إذ حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل علنا من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمدادها بالأسلحة إذا شنت غزوا كبيرا لمدينة رفح المكتظة باللاجئين في جنوب قطاع غزة.
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة CNN، انني “أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح فلن أزودهم بالأسلحة التي استخدمت تاريخيا للتعامل مع رفحوالمدن الاخرى”.
وتصريحات بايدن هي التصريحات العلنية الأكثر صرامة حتى الآن خلال محاولاته درء الهجوم الإسرائيلي على رفح، وتسلط الضوء على الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وأقوى حلفائها في الشرق الأوسط.
ووصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان قرار واشنطن في تأخير شحنات الاسلحة بأنه (مخيب للآمال للغاية”) ولكنه ذكر أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة.
وقال بايدن عندما سئل عن القنابل التي تزن الواحدة منها 907 كيلوجرامات والتي كانت واشنطن ترسلها إلى إسرائيل أن “تلك القنابل استخدمت لقُتل المدنيون في غزة، فضلا عن الطرق الاخر التي يستهدفون بها المراكز السكانية”.
وهاجمت إسرائيل قبل ايام مدينة رفح، الملجأ لأكثر من مليون فلسطيني، لكن بايدن قال إنه “لا يعتبر القصف الإسرائيلي هناك غزوا شاملا لأن إسرائيل لم تقصف مراكز سكانية”.
هز تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل، من أنه قد يحجب بعض إمدادات الأسلحة للإسرائيليين الذين يعتمدون على الولايات المتحدة حليفتهم الرئيسية بتمويلهم، وفي نفس وقت يواجهون الانقسامات السياسية التي تتخذ في الاتساع والعزلة المتزايدة بسبب الحرب في غزة.
واتسم رد فعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه بالتحدي في تصريحات مفادها أن إسرائيل ستمضي قدما في حملتها لتفكيك الجماعة الفلسطينية المسلحة بينما تحتشد الدبابات الإسرائيلية على الطرف الشرقي لرفح.
ورفض نتنياهو التعهد الذي قطعه جو بايدن بوقف بعض إمدادات الأسلحة لإسرائيل إذا هاجمت رفح قائلا إن “بلاده مستعدة للوقوف بمفردها إذا لزم الأمر”.
وذكر بنيامين نتنياهو في بيان مصور “مثلما قلت من قبل، سنقاتل بأظافرنا إذا اضطررنا لذلك ولكن لدينا ما هو أكثر بكثير من أظافرنا، فبهذه القوة الروحية وبمساعدة الرب سننتصر معا”.
وفي محاولة لتعديل الاوراق بين الطرفين، قال نتنياهو خلال مقابلة مع برنامج (دكتور فيل برايم تايم) “كثيرا ما كنا متفقين ولكن كانت بيننا خلافات أيضا، وكنا نتمكن من التغلب عليها، آمل أن نتمكن من تجاوزها الآن، لكننا سنفعل ما يجب علينا فعله لحماية بلدنا”.
فيما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري، إن “الجيش لديه الذخائر اللازمة لعملية رفح وغيرها من العمليات المقررة”.
وفي الجانب الاخر، ذكر نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة خليل الحية، إن “الحركة تريد التهدئة والتوصل إلى اتفاق حقيقي لتبادل الرهائن والمحتجزين الفلسطينيين، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد استمرار الحرب”.
الابن العاق يبدأ الخطوات الاولى لإجتياح رفح
بدأت قوات الكيان الصهيوني خطواتها الاولى لإجتياح مدينة رفح متجاهلة تهديدات الرئيس الامريكي جو بايدن بحجب امدادات الاسلحة ومفاوضات السلام مع حماس، إذ ذكر مواطنون فلسطينيون، أن ” دبابات وطائرات حربية إسرائيلية قصفت مناطق من رفح”.
وقالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، إن “مقاتليهما أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون على دبابات إسرائيلية محتشدة عند المشارف الشرقية لرفح”.
وبحسب رويترز، أكدت مجموعة من مسعفين في رفح، أن “ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون بنيران دبابة إسرائيلية قرب مسجد في حي البرازيل في شرق المدينة”.
وتسببت غارة جوية إسرائيلية على منزلين في حي الصبرة برفح في مقتل ما لا يقل عن (12) شخصا منهم نساء وأطفال.
وسيطرت الدبابات الإسرائيلية على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين النصف الشرقي والغربي لرفح بجنوب قطاع غزة مما أدى فعليا إلى تطويق كامل للجانب الشرقي للمدينة.
وروى سكان تلك المناطق عن وقوع انفجارات وإطلاق نار دون انقطاع تقريبا شرق وشمال شرق المدينة مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي.
وقالت حماس، إنها “نصبت كمينا لدبابات إسرائيلية قرب مسجد شرق المدينة”، مما يشير إلى أن القوات الإسرائيلية توغلت عدة كيلومترات من الشرق إلى مشارف منطقة البنايات.
وأمرت إسرائيل المدنيين بإخلاء النصف الشرقي من رفح مما أجبر عشرات الآلاف على البحث عن مأوى خارج المدينة التي شكلت من الأصل الملاذ الأخير لأكثر من مليون فروا من مناطق أخرى من القطاع خلال الحرب.
وتقول إسرائيل إنها لن تتمكن من تحقيق النصر في الحرب دون شن هجوم على رفح للقضاء على آلاف من مسلحي حماس تعتقد أنهم يختبئون هناك.
ومن جانبها تقول حماس إنها ستقاتل دفاعا عن المدينة، فيما ذكرت عدد من وكالات الإغاث،ة أن “المعركة تُعرض مئات الآلاف من المدنيين النازحين للخطر”.
وتسبب الهجوم على رفح خلال الأيام القليلة الماضية واحتمال اجتياحها بالكامل في نشوب أكبر خلاف منذ أجيال بين الابن المدلل وحليفهالأقرب الاب العجوز الذي حجب شحنة أسلحة عن إسرائيل لأول مرة منذ بدء الحرب على غزة.
وطلبت إسرائيل من الفلسطينيين في مناطق أخرى برفح من إخلاء أماكنهم والتوجه إلى ما تطلق عليه اسم المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي، وهذا يدل على أن جيش الكيان الصهيوني يمضي قدما في خططه لشن هجوم بري على رفح.
الرمق الاخير .. الموت يلاحق الفلسطينيين
مجزرة غزة وعمليات القتل العشوائي التي قامت بها القوات الاسرائيلية ما زالت مستمرة والضحية واحدة وهي (الشعب الفلسطيني) الذي فقد أكثر من (35) الف مواطن، حتى وصلت قوات الاحتلال الى بوابة غزة الكبرى نحو العالم وهي مدينة رفح.
قوافل الموت الطائرة وصلت الى سماء جباليا والتي تعد من اكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، ويؤوي أكثر من (100) شخص، فقد شنت اسرائيل قصف جوي وبري مكثف مما أدى الى مقتل (19) واصابة العشرات، وأرسلت دبابات الى الشرق منه.
وفي عملية اخرى، توغلت قوات إسرائيلية في شمال قطاع غزة وسط أنقاض المباني المدمرة والخراب لإعادة السيطرة على إحدى المناطقمن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، بينما تقدمت دبابات وقوات أخرى في جنوب القطاع عبر طريق سريع يؤدي إلى رفح مما جعل المدنيين الفلسطينيين يسرعون الخطى بحثا عن ملاذ آمنفي محاولة للهروب من الموت الذي يلاحقهم في كل مكان.
وأدت العمليات الإسرائيلية في رفح إلى إغلاق نقطة عبور رئيسية للمساعدات، وهو ما تقول منظمات إغاثة إنه يفاقم الوضع المتردي هناك خاصة وان قطاع غزة يواجه اسوء مرحلة غذائية وصحية، إذ بدأوا الجرحى يموتون ببطىء بسبب نفاذ العلاج وسوء التغذية.
وفي محاولة لتعديل الاوضاع، دعت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إلى “ممارسة ضغوط دولية لإعادة السماح بدخول المساعدات والإمدادات الطبية والوقود لتشغيل مولدات الكهرباء وسيارات الإسعاف”.
وأضافت، أن “الجرحى والمرضى يموتون ببطء بسبب عدم توفر العلاج والإمدادات وعدم قدرتهم في الوقت ذاته على السفر”.
رغم التداعيات التي حذرت منا أغلب الدول من أجتياح مدينة رفح ولكن اسرائيل تتجاهل كل ردود الفعل وترسل دباباتها إلى بعض المناطق السكنية شرق رفح في محاولة تصعيد الهجوم على المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة والتي يحتمي بها أكثر من مليون شخص بعد نزوحهم من مناطق أخرى خلال الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.
وفي موجة غضب دعو بعض حلفاء الكيان الصهيوني وعدد من منظمات الإغاثة إلى وقف التوغل البري في رفح المكتظة بالنازحين، وحذروا من كارثة إنسانية محتملة.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إن “العمليات الإسرائيلية في رفح أعادت محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها قطر ومصر للوراء”، مبيناً، أن “قطر ستواصل جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)”.
ولكن اسرائيل توعدت بالمضي قدما في هجومها على رفح حتى بدون دعم حلفائها قائلة إن عمليتها ضرورية للقضاء على أربع كتائب متبقية تابعة لحماس في المدينة.
وسط كل تلك الفوضى التي تعم بالمناطق الفلسطينية من دمار وقتل وتهجير واعتقالات، الشعب الفلسطيني يعيش أكبر عملية ابادة جماعية فقد خلالها اطفاله ونساءه ورجاله وبناها التحتية ولكن ما زال يأبى أن يفقد هويته وقدسه وعروبته رغم إنه يعيش بمعزل عن العالم منذ فترة طويلة وسمائه لم ترى الطيور سوى الرصاص والصواريخ والقذائف التي تخطف ارواح الفلسطينيين في كل مكان وزمان.