احمد ابو صفرة
أُنسي الحاج شاعر وصحفي لبناني ،ولد عام 1937 في قضاء جزين لاُّم وأب لبنانين ،بدأ الكتابة منذ بواكير حياته تقريباً في الدراسة الثانوية، كان يمتلك خيالاً واسعاً وشاعرية عاليه رائد في الشعر الحر والصحافة المكتوبة كتب في السياسة وكان من دعاة حركات المعارضة الشعبية، ناقداً الوضع اللبناني وما آلة إليه الحياة السياسية انذاك،كان يُمثل صوت الحرية والتمرد ، تزوج أُنسي من حبيبتهِ ليلى ضو ولهما ندى ولويس .
العمل الصحفي
أستخدم الحاج أسم والدهُ الصحفي لويس جسراً للعبور إلى عالم الصحافة، كتبَ أول سطوره الصحفية في جريدة الأحد ،بعد ذلك عرض عليه والده العمل في جريدة الحياة لكنه رفض لأنهُ كان رئيس تحريرها، بعد ذلك الْتَقى بكامل مروة وبدأ يتدرب عنده في جريدة الحياة قائلا :علمني كامل مروة أبجديات الصحافة ،وحين لمَع أسمهُ في الصحفِ العربية تم تكليفه بأدارة القسم غير السياسي في جريدة النهار .
الحياة السياسية
رفضَ الإنتماء إلى أي زعامة سياسية بل كان ،ناقداً لاذعاً و ناقماً على الوضع السياسي والاقتصادي لايهاب احداً ،ينتقد رئيس الدولة بشكل مباشر ، لاقى نقداً مستمراً في الأوساط الثقافية وأعتبر سوداوياً منظراً فقط رد عليهم في احد مقالاته “منذربع قرن وهم يتركون لنا الفضلات. منذ ربع قرن وهم يجعلون من لبنان جمعية للصوص الاحتكار والمنافسة منذ ربع قرن وهم رأسماليون وطائفيون واقطاعيون عائليون، يستقبروننا روحاً وجسداً،يفرضون الخوّة ويزوّرون الإرادة ويتاجرون بالحشيش والسلاحِ والرقيقِ الأبيض. منذ ربع قرن وهم يخنقوننا. هؤلاء هم إسرائيل”. نلتمس كل هذه الحرقة والغصة في كتاباته
كَرِهوا أُمةً لأنها تبتسم فراحت تضحك
وقتلوها لأنها تضحك فأخذت ترقص
ومزَّقوها لأنها ترقص
فراحت عيناها تغصّان بالوعود وشَعْشَعَت نوافذها.
قطعوا يُمناها عن يُسراها لأن يديها قلبُ العالم.
لون أُنسي الشعري
في أوليات العمر بدأ انسي يكتب القصص والأبحاث والقصائد في المجلات الأدبية كان حينها في المرحلة الثانوية بعد ذلك تميز بقصيدة النثر والشعر الحر غير الخاضع للقواعد والبحور الشعرية تُرجمة مختارات من قصائده إلى الفرنسية والألمانية له ستة دواوين شعرية
هن،الرأس المقطوع ،ماضي الأيام الآتية ، ماذا صنعت بالذهب ماذافعلت بالوردة ، الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع ، الوليمة ولهكتاب مقالات بثلاث اجزاء (كلمات كلمات كلمات ) .
مختارات من شعره
الرغبةُ نداءُ الفريسة
للفريسة نداءُ الصيّاد
للصيّاد نداءُ الجلاّد
للجلاّد الرغبةُ صلاةُ
دمِ الروح فَرَسُها الفرسُ المجنّحة وجناحاها جناحا خلاصٍ في قبضة اليد.
* * * غيومُ، يا غيوم رسمتُ فوق الفراغ قوسَ غمامي
قوسَ غمامنا أيّها الحبّ قوسَ غمام المعجزة اليوميّة.
غيوم، يا غيوم يا هودجَ الأرواح جسدي يمشي وراءكِ، يمشي أمامكِ، يتوارى فيكِ.
غيوم، يا غيوم باركي الملعونَ السائرَ حتّى النهاية باركينيِ علِّميني فَرَحَ الزوال…
أضعُ يدي الهادئة على صدرك، أيها الصوتُ الحقيقي. كل دعاءٍ عاصفةٌ حاجزٌ وموت. وأنا لأذكّر الناسين بالفراق وأنتهك أحزانه. الأمر تبرتي. وأيضاً أهشّمُ خطواتي وظلّها السبّاق. طاب ليلك أيتها اللازمة الببغاء! أطاردُ هذا الحبّ أطاردُ هذا الحبّ حربُ الجيوش تولد في وَرَقِ المال وحربي فوق العالم تشدّ أطرافه وتشعِّث قلبه. ليَ مع السماء زوجُ كلمات! ستنزاحين ويرون قوالب الدم، لأنني أعرف عقولهم – لقد غيّرتُ لهم نَعْلَ الشرّ! ألاحقُ امرأةً إلى جدارٍ يحطّمني وتنتصر… آه! نسيتُ: أُهرِّبُ هدفي، وأصل قَبلَه!…