رأي – أمل عزيز
بات التدخل بخصوصيات الآخرين من الأوليات المهمة لدى الكثير من البشر، إذ نصادف في حياتنا البعض من هولاء قد يكونوا زملاء في العمل أو من الأصدقاء أو الجيران أم من الأهل،ويعطون هؤلاء لأنفسهم الحق في الخوض في موضوعات بعيدة عنهم ولا تخصهم بصلة و إصرارهم في تتبع أخبار الناس والسعي الدؤوب على التعرف تفاصيل حياتهم أول بأول .
ويأخذ التطفل أشكال مختلفة قد يكون من خلال مراقبة الآخرين أو التجسس عليهم أم طرح سؤال أو مجموعة من الأسئلة يتم طرحها وغالباً ما تكون هذه الأسئلة محرجة للطرف الآخر تدور حوله حياته الشخصية مثل كم راتبك الشهري لماذا لم تتزوج بعد أو متى تنجب أطفالًا وغير ذلك المزيد قد تصل الى نوع المأكل والملبس.
وجدير بالذكر أن الفضول يوجد منه الإيجابي والسلبي ويقصد بالفضول الإيجابي هو رغبة الفرد الملحة للإطلاع لغرض التعلم وأكتشاف خبايا أمرٍ ما يحقق له فائدة علمية أو معرفية . أما الفضول السلبي هو الذي نحن بصدد التحدث عنه يقوم على التدخل بخصوصيات الأشخاص بطريقة عبثية دون أحترام المساحة الشخصية لكل فرد.
التطفل ليس مرضٌ نفسي غير إرادي بل هو عادة سيئة يكتسبها المرء منذ الصغر من الآخرين الحاملين لهذه الصفة، ويمكن للشخص الفضولي يتخلص من هذه العادة إذا بحث بأسبابها وما جعله يصل الى هذه المرحلة من الفضول والبحث في قضايا الناس ومن بين هذه الأسباب كالآتي:
*قلة الوعي الذاتي للشخص المتطفل وعدم إدراكه بخطورة هذا السلوك على نفسه أولاً والمجتمع ثانيًا وجهله بمعايير وقوانين تحتم عدم اختراق خصوصية الآخرين بأي شكل من الأشكال.
*الفراغ الذي يعيشه الشخص المتطفل لدرجة يعتبر بأن التدخل بخصوصيات الآخرين واجب إجتماعي وحقٌ مشرع له يفترض عليه أن يسأل ويستجوب الآخرين بإستمرار .
*الخوف والقلق على مصالح المقربين له بحسب وجه نظره خصوصًا إذا كان الفضول صادر من أحد الأصدقاء أو الأهل.
*الحقد والكراهية قد تكون وراء الفضول إذ يجعلانه بسعي متواصل لمعرفة أسرار الناس وتصيد أخطائهم لإستخدامها ذريعة ضدهم في يومًا ما.
نهى الدين الإسلامي عن هذه الخصلة السلبية ودعا على الوقوف عندها ومحاولة التخلص منها ولقد جاء في الحديث النبوي الشريف (من حسنِ إسلامِ المَرءِ تركُه مال لايعنيه) ،أن انشغال الإنسان بحياته والتركيز على تطوير عمله ومهارته الشخصية وترك عنه ما لا يخصه من شؤون الناس سيصلح الله عز وجل دينه ويعزز له إيمانه .
نستطيع الحد أو التقليل من الفضول الإجتماعي عن طريق نشر التوعية وتسليط الضوء على هذا الموضوع بصورة مستمرة بكافة الوسائل الإعلامية أما على الصعيد الفردي يمكن مواجهة الشخص الفضولي والتكلم معه بكل صراحة بأن ما يقوم به بأنه أنتهاك واضح لخصوصيتنا وحريتنا ونطلب منه التوقف عن ذلك أو نتجاهله وعدم الانتباه والإصغاه إليه .