سكوب نيوز – احمد صلاح
تحت سقف متحرك واحد ، يجتمع خبراء التكتيك العسكري و الإقتصادي و السياسي يعملون على وضع حلول تعاني منها دولة جكستوفاكيا ، و معالجات لمشكلة الكساد الإقتصادي الذي تعاني منه دول افريقيا المظلمة .
وكالات انباء و محللين سياسيين وباحثين اجتماعيين ، يمتلكون الطيبة و البساطة و المؤهلات الكافية لشرح كافة التفاصيل التي تعجز الحكومة العراقية شرحها على طاولاتها المستديرة ، فمقاعد “الكية” ضاهت بعدالة شعورها بالمسؤولية تجاه المواطنين مقاعد البرلمان المزعوم ، والتي من المفترض ان تأخذ على عاتقها الجزء الاساسي لمناقشة ما يتم تداوله تحت “قمارة الكية” .
فمجلس الفقراء المتنقل ، طالما كان منصةً لطرح موضوعات عديدة تحتاج الى تفاوض وابداءات للرأي و تنشيط ذاتي برسوم إشتراك لا تزيد عن خمسة مائة دينار ، او مئتان وخمسون دينار احياناً .
حدثنا المتقاعد ابا خالد عن تجربته داخل الباص وقال : ما زالت الدنيا بِخير ، مادامت الناس متحدة ويشكو بعضهم للبعض الاخر عن همومه و مشاكله ، فأنا منذُ الوهلة الأولى لركوبي الباص ، القي التحية على الجميع و افتح النافذة التي بجانبي و انطلق الى عنان الفضاء و اتخيل نفسي جالساً و بجانبي من اليمين النائب الاول و من اليسار النائب الثاني وبقية الركّاب هم اعضاءاً للمجلس المؤقت الذي تنفذ مدته التشريعية حال وصولي الى المنطقة المقصودة ” و تابع ضاحكاً ” من شدة الألم الذي ينتابنا ككبار السن و استيطان الدخان البائس في صدورنا وعدم معرفتنا بإستخدام الاجهزة الحديثة يجعلنا امام احد الامرين ، اما ان نلتزم الصمت وهذا لم نعتاد عليه ، او ان نخلق حديثاً يخرجنا من بوابة الملل و الركود الذي يصيبنا ونحن في نهاية اعمارنا”
ومن جانب اخر اضاف “علي 21 سنة ” صاحب باص لنقل الركاب من مركز المدينة الى منطقة الحر و بالعكس : أستمتع كثيراً بالنقاشات الفارغة – على حد وصفه – التي تحدث داخل سيارتي ، فتارة اشارك كبار السن الحديث عن ايامهم القديمة و تارة يستفزونني ويقولون ان ابناء جيل الإنترنيت هم “مايعين” على عكس جيلنا جيل مقاهي العكَد و راديو القيثارة و الشقاوات “
التشعب في الاطاريح المقدمة من قبل رسل السلام “كبار السن” غالبا ما تكون مستفزة للكثير من السائقين الشباب ، وتدقيقهم الكبير على التفاصيل داخل السيارة طالما سبب مشاكل تصل الى نزع اخلاق الطرفين على حد تصريح السائق جواد والذي شرح لنا معاناته التي يواجهها داخل هذا البرلمان ، إذ اكد على ان بعض الركّاب يتكلمون بأشياء غير منطقية و بإصوات مرتفعة يزعجون بقية الناس المتواجدون في السيارة خصوصاً الانعزاليين، الذين يضعون “الهيدفون” ولا استمع منهم الا كلمة “نازل” في رأس الشارع.
خلاصةً فالتابوهات المتعددة وتعاقب الحكومات البائسة التي صدمت المؤيدين و المعارضين بتصرفاتهم الحمقاء كونت شعباً يفقه في كل شيء وكأنه الويكيبيديا ، يتنقل باحثاً عن قوت يومه و “علاكَة طماطة” يسدُ بِها جوع اطفاله ، ويكون برلمانياً يُشرع ويُناقش مختلف القضايا داخل الباص ، معتبراً من “العبرية” اعضاءً لمجلس “الكية” الموقرة .