خاص – وكالة سكوب الاخبارية
تواجه محافظة كربلاء أزمة تعليمية طاحنة نتيجة انتشار المدارس الكرفانية، التي لا توفر بيئة تعليمية مناسبة فحسب، بل تشكل أيضًا تهديدًا لصحة وسلامة الطلبة.
في حديث خاص اجرته سكوب الاخبارية مع مؤيد الأسدي، مدير الأبنية المدرسية في مديرية تربية محافظة كربلاء، تم تسليط الضوء على التحديات الحالية والآثار المحتملة على مستقبل التعليم في المحافظة وتداعيات انتشار المدارس الكرفانية المميتة.
أرقام مقلقة
يشير الاسدي الى الأحداث المأساوية التي مرت بها البلاد عام 2014، والحرب ضد داعش الارهابي، حيث استحدثت 48 مدرسة كرفانية في كربلاء، تنتيجة النزوح المتزايد من قبل العوائل المتضررة آنذاك الى محافظة كربلاء، مما استدعى استحداث تلك المدارس لسد الاحتياج.
يقول بعد سلسلة من التغيرات، انخفض العدد إلى 37 مدرسة كرفانية، بفضل بناء 11 مدرسة جديدة، رغم هذا التحسن، يبقى العدد غير كافٍ في ظل الضغط المتزايد من تدفق النازحين وزيادة عدد السكان.
التأثير على التعليم
تعاني كربلاء من اكتظاظ الفصول الدراسية، مما ينعكس سلبًا على جودة التعليم.
وتُظهر الإحصاءات أن البيئة الحالية تفتقر للأمان والصحة، مما يؤثر بشكل مباشر على تحصيل الطلبة.
الأمل في المستقبل
يتحدث مؤيد الاسدي مع مراسل وكالة سكوب الإخبارية ويقول :تعمل مديرية التربية في كربلاء على تنفيذ 40 مشروعًا للتخلص من المدارس الكرفانية، ضمن إطار “مشروع تنمية الأقاليم” ومشاريع أخرى مثل الاتفاقية العراقية الصينية، وهذه المشاريع تهدف لتعزيز البنية التحتية التعليمية.
العقبة الكبرى
رغم الجهود المبذولة، يعد نقص التمويل من وزارة المالية العقبة الأساسية التي تعرقل تنفيذ المشاريع، يتابع الاسدي “قدمت المديرية تصاميمها منذ عام2023، ولكن دون توفر التمويل، يبقى الوضع على حاله، وفي حال توافر الأموال، يمكن أن تتخلص كربلاء من أزمة المدارس الكرفانية خلال عامين”.
وترتبط مشكلة المدارس الكرفانية بأحداث النزوح الجماعي منذ عام 2014، حيث استقطبت كربلاء آلاف العائلات، مما أدى إلى إنشاء هذه الأبنية بشكل غير مخطط له، ورغم انتهاء الحرب، لا تزال الهجرة مستمرة إلى كربلاء، وفقًا للأسدي.
تعاني كربلاء من نقص في التخصيصات المالية، رغم أن عدد سكانها الحقيقي يصل إلى 4 ملايين نسمة، بينما تُسجل الحكومة المركزية فقط 1.1 مليون نسمة، مما يستدعي إعادة تقييم استحقاق المحافظة من الميزانية.
مخاطر الأبنية الكرفانية: بيئة غير آمنة
تشكل الأبنية الكرفانية تهديدًا كبيرًا لصحة الطلبة، حيث تعتمد على مواد بناء غير آمنة، مما يجعلها عرضة للحرائق.
على الرغم من وجود لجان للسلامة، تظل الإجراءات المتخذة غير كافية لمعالجة المشكلة بشكل جذري.
رغم تدريب الموظفين على استخدام مطافئ الحريق، تستمر المخاطر المحتملة والتي قد تؤدي بحياة الالاف من الطلبة والتلاميذ.
وأشار الأسدي إلى أن “فرق الدفاع المدني تقوم بزيارات دورية، لكن الاستجابة السريعة من الجهات المعنية لازالت مطلوبة.
وفي هذا السياق، عبر بعض أولياء الأمور عن غضبهم.
محمد علي “أطفالي يستحقون بيئة تعليمية آمنة، وليس من المقبول أن يتعلموا في كرفانات”.
وأضاف أبو حسين الخزعلي: “لا بد من تدخل عاجل من الحكومة لحماية مستقبل أبنائنا”.
النداء للحكومة: نحتاج إلى إجراءات عاجلة
يحث مؤيد الأسدي الحكومة على تخصيص أموال كافية لإنهاء أزمة المدارس الكرفانية، مؤكدًا: “نحتاج إلى دعم شامل لحماية مستقبل أبنائنا، والبيئة الكرفانية ليست مكاناً مناسباً للتعليم”.
التحديات المستقبلية: ماذا ينتظر كربلاء؟
إذا استمرت الأزمة، فإن العواقب ستكون وخيمة، رغم الخطط الطموحة، قد تعيق العقبات المالية تنفيذها، مما يبقي الطلبة في بيئات تعليمية غير آمنة.
ضرورة التخطيط المستدام
من الضروري التخطيط بشكل مستدام وتخصيص الميزانيات اللازمة لمشاريع التعليم، بما يتناسب مع العدد الحقيقي للسكان، فالتخطيط الفعال سيمكن كربلاء من تجاوز أزمتها والارتقاء بمستوى التعليم.
وتواجه محافظة كربلاء تحديات كبيرة في قطاع التعليم، حيث تمثل أزمة الأبنية الكرفانية واحدة من أخطر هذه التحديات، إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة، فإن مستقبل الطلبة سيظل مهدداً، لذا يجب على جميع الجهات المعنية أن تتكاتف لإيجاد حلول فعالة وفورية، لتفادي استمرار هذا الوضع المأساوي الذي يؤثر على أجيال كاملة، ويعرضهم لخطر الموت نتيجة سرعة اشعال مادة “السندويج بنل” والذي تحذر منه مديرية الدفاع المدني بعد كل حادث احتراق يشهدها البلاد.