احمد صلاح – كربلاء
في زمنٍ تكثر فيه الشاشات وتقل فيه الأحلام، يسطع نجم صغير من كربلاء، يحمل بيده أرقام الحساب الذهني، وبقلبه طموح السفر إلى الفضاء.
الطفل صلاح أسامة، ابن السبعة أعوام، يثبت أن الإبداع يبدأ من البيت، وينطلق نحو العالم.
بين أحضان عائلة تؤمن بالعلم والمعرفة، نشأ صلاح، ليخطو أولى خطواته نحو التميز ، ويحقق المركز الأول مناصفةً في المسابقة الوطنية الكبرى للحساب الذهني، التي أُقيمت مؤخرًا في محافظة النجف الأشرف، وسط مشاركة مئات المتسابقين من ٧٥ مدرسة حكومية وأهلية من مختلف المحافظات العراقية.

بيئة تحتضن الأحلام
لم يكن تفوق صلاح وليد الصدفة، بل جاء نتيجة رعاية عائلية حثيثة، جعلت من بيته مصنعًا للإنجازات.
حرصت العائلة منذ صغره على تقنين استخدام الأجهزة الذكية ومشاهدة التلفاز، مفضّلةً توجيه وقته نحو القراءة، والمسابقات الذهنية، والأنشطة التعليمية المحفزة.
يؤكد والده: “آمنا أن بناء شخصية علمية لطفلنا يبدأ من داخل البيت. قللنا من المؤثرات السلبية وفتحنا له آفاق الإبداع والمعرفة.”

هل يحقق حلمه؟
رغم أنه لم يتجاوز السابعة من عمره، إلا أن صلاح أسامة، الطالب في الصف الثاني الابتدائي في مدرسة بلادي ذات المعايير الدولية بمحافظة كربلاء، يظهر طموحًا يفوق سنواته.
يتحدث صلاح بثقة قائلاً:
“أرغب أن أصبح رائد فضاء، وأتمنى الحصول على تلسكوب قوي لرؤية الكواكب والنجوم.”
يحب صلاح استكشاف الفضاء ويتابع بشغف البرامج العلمية الخاصة بعلم الفلك، ويرى أن مستقبله سيكون مرتبطًا بالسفر بين الكواكب ومتابعة الاكتشافات الفضائية.

وتأمل عائلته أن تتاح له الفرصة للمشاركة في مسابقات دولية لتمثيل العراق وإظهار صورة مشرقة عن جيل محب للعلم والتميز.
مواهب بحاجة إلى رعاية
وفي ظل وجود طاقات واعدة كصلاح أسامة، تبرز الحاجة الماسة إلى برامج مؤسسية ترعى هذه العقول الناشئة وتفتح أمامها أبواب التطور العلمي.
إن دعم الأطفال المتميزين ورعايتهم أكاديميًا ونفسيًا، مسؤولية تقع على عاتق وزارة التربية والمؤسسات التعليمية والحكومية، لضمان استمرارية هذا الإبداع وتحقيق أحلامهم الكبيرة.




