من المرجح أن تحتضن العاصمة العراقية بغداد المؤتمر الاقليمي المزمع إقامته نهاية الشهر الحالي وبالتحديد يوم غد السبت بهدف مناقشة التحديات والصعوبات التي تواجهها دول المنطقة على الصعيد السياسي والاقتصادي.
و سيحضر المؤتمر عدد من الملوك ورؤساء الدول المتخاصمة المجاورة للعراق والدول الإقليمية وأخرى أوربية بمخطط بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي .
وارسل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي دعوات المشاركة في المؤتمر عن طريق مبعوثين خاصين لإيصالها إلى قيادات الدول بغية الحضور للقمة التي أطلق عليها “قمة بغداد”
ويعد مؤتمر بغداد الإقليمي من المؤتمرات المهمة التي يستضيفها العراق خصوصاً بعد إن لعب دوراً محورياً و كبيراً في حل مشاكل الدول المجاورة في الفترة الأخيرة
وأعلنت الحكومة في وقت سابق عن إرسالها دعوات رسمية إلى الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وكذلك الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إضافة إلى دعوة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد وسلم وزير التخطيط العراقي خالد البتال رسالة من الكاظمي إلى أمير الكويت الشيخ نواف الاحمد داعياً إياه لحضور لزيارة بغداد وحضور القمة قبل ان يذهب الكاظمي شخصياً للتباحث بعدة قضايا منها الدعوة التي ارسلها مع وزيره قبل ايام.
إن دعوة الجانب الايراني والتركي أمر غريب حيث سيجتمع الخصوم على طاولة العاصمة بغداد، وأكدت مصادر سياسية نية الحكومة ارسال المزيد من الدعوات للدول ذات التأثير الكبير في قضايا الشرق الأوسط، ومن المتوقع إن تشهد الساعات المقبلة إرسال مبعوثين آخرين لعدد من الدول المهمة لحضور المؤتمر.
وتحدث مصدر سياسي في تصريح لوكالات محلية قائلاً إن”مؤتمر بغداد الذي من المقرر أن يعقد في غضون الأيام العشرة الأخيرة من هذا الشهر على مستوى القمة ولا يقتصر على الدول المجاورة للعراق؛ عربية كانت أم إسلامية، بل تمتد الدعوات إلى دول أخرى في الجوار الإقليمي للعراق”.
وأضاف أن “من أهم ما سيناقشه المؤتمر التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها دول المنطقة سواء في سياق علاقاتها الثنائية أو على صعيد مجمل التحولات والتأثيرات الإقليمية الآنية والمستقبلية”.
وتابع المصدر أن “الجانب الآخر الذي من المؤمل أن يناقشه المؤتمر هو الاقتصاد والاستثمار في ضوء علاقات تكاملية مع هذه الدول وصلة العراق بذلك”.
ويهدف العراق في احتضانه للمؤتمر الاول منذ عام 2003 إلى أستعادة الدور الإقليمي المؤثر بعد أن تراجع بسبب تخبطات وسياسات النظام السابق خصوصاً بعد غزو الكويت عام 1990.
ويرى محللون إن توقيت أنعقاد المؤتمر بعد عودة الكاظمي من واشنطن هو بمثابة الضوء الاخضر لمساندة إدارة الرئيس الاميركي بايدن الكاظمي في خلق سياسة التوازن العربي والإسلامي من الجانب العراقي وإبراز الدور العراقي في حل مشاكل دول المنطقة .
سيتناول المؤتمر جوانب عدة لكن الجانب السياسي والاقتصادي هنا الاكثر أهمية لحكومة بغداد، خصوصاً إن الكاظمي يعول كثيراً على القمة من أجل جلب الشركات الاستثمارية العربية منها والأجنبية للاستثمار في العراق مع تقديم كافة التسهيلات والمعوقات التي تواجهها وإزالة المخاوف التي تمنع الشركات من الدخول للعراق
ورأى السياسي محمود عثمان في تصريح لوكالات محلية إن “المؤتمر لن يخدم العراق بل يستنزف أموال طائلة من خزينة الدولة ، مبيناً إن الوفود ستحضر ليوم واحد وتخرج بعدها ببيان لدعم العراق على الورق دون اي إجراءات حقيقية تخدم الوضع الداخلي للبلد” .
وأقترح عثمان إن يتم عقد مؤتمر يضم الأطراف الداخلية والإتفاق فيما بينهم على ضرورة ضبط السلاح المنفلت والقضاء على الميليشيات والحد من أنتشار الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ودعم الانتخابات التشريعية المقبلة سيكون أكثر فائدة من عقد مؤتمر إقليمي ودولي نصدر فيه مشاكلنا الداخلية إلى الخارج.
وأكد إنه في حال أستعادة العراق كامل سيادته ونجح في فرض فرض هيبته و منع الآخرين من التدخل في شؤونه الداخلية واسترد عافيته وأصبح دولة قوية حينها يمكن عقد هذا المؤتمر لحل مشاكل الدول الأخرى.
وذكرت مصادر استبعاد سوريا من الدعوة بطلب من الرئيس الفرنسي دون ذكر الاسباب، واشارت مصادر بعد لقاء رئيس هيأة الحشد الشعبي فالح الفياض بالرئيس السوري بشار الأسد ان الاول قدم الدعوة لحضور “قمة بغداد” ولكن سرعان ما نفت وزارة الخارجية العراقية الامر وقالت ان الدعوات ترسل بصورة رسمية عبر الوزارة أو بصورة مباشرة من رئيس الحكومة العرقية.