انطلق مشروع السينما الجوالة في كربلاء على يد الشابة الكربلائية ذات الواحد والعشرين عاماً ثريا محمود، ومساعدة زميلها إياد عبد الله و الذي يبلغ عمره ١٩ عاماً. قد اطلقوا اسم " سينما ستار " على المشروع الفريد من نوعه و الذي يقوم على فكرة استقبال طلبات الزبائن الراغبين في حضور عمل سينمائي وهم في بيوتهم، حيث تذهب " سينما ستار " الى المشاهد في منزله موفرة له أجواء سينمائية تشعره وكأنه في عرض سينمائي حقيقي . و كذلك توفر " سينما ستار " كل احتياجات المشاهد من شاشة عرض كبيرة و ديكور سينمائي متكامل و وجبات خفيفة خلال السهرة السينمائية . تحدثت ثريا محمود صاحبة المشروع قائلة " يسعدني تطرقكم لمشروعنا السينمائي الصغير، وهذا يشعرني بالفخر عندما أرى مختلف وسائل الإعلام العراقية و العربية وحتى العالمية مثلا من فرنسا و بريطانيا تتواصل معي لتسليط الضوء على مشروعنا، ما يعطينا حافزاً للمضي في تطويره " . و اضافت ثريا " هدفنا صنع شيء خارج الروتين و المألوف، فمجتمعنا الكربلائي و العراقي عامة لا تتوفر فيه مع الاسف أجواء ومناخات ترفيهية حقيقية، خاصة مع تفشي وباء كورونا المستجد، فقد غدا المرء بيتوتياً اكثر ويخشى على صحته و على اهله و عائلته، وهذا ما دفعنا لطرح مشروعنا، الذي يقوم على توفير خدمة العرض السينمائي للناس في بيوتهم " . وتكمل: "والمشكلة أنه في مجتمعنا، أنك إن أردت تغيير الجو والترويح عن النفس، وكسر الروتين اليومي، فإن خيارك شبه الوحيد هو الذهاب لأحد المطاعم، فكما تعلمون لا تتوفر حدائق عامة ومنتزهات، وأماكن ومرافق ترفيهية منوعة كما يجب، كي لا نقول إنها معدومة تماما، ولكسر هذه الحلقة المفرغة، تقوم مبادرتنا على جمع الأهل والأحبة والأصدقاء في جو مختلف ومغاير خاص بهم، وسهرة سينمائية ممتعة، والتي قد تقتصر على زوجين أو أسرة كاملة أو مجموعة أصدقاء وهكذا". وتتابع ثريا: "أغلب زبائننا دافعهم الترفيه، وكسر روتين يومياتهم الممل، والتخفيف من ضغوطات الحياة والعمل، أو من لديهم مناسبات عائلية وشخصية، كمناسبات أعياد الميلاد والزواج والخطوبة، حيث نؤمن لهم مثلا نشر وبث صورهم الخاصة، على شاشة عرضنا الكبيرة، ونبث لهم أغنيات وموسيقى متسقة مع مناسباتهم، وحسب تفضيلاتهم وأذواقهم، ومن ثم يقومون بمشاهدة فيلم سينمائي من اختيارهم بطبيعة الحال، وبهذا يقضون يوما مميزا من خلال سهرة خاصة ملؤها الإمتاع". وتردف: "أحيانا يحجز الشباب كي نعرض لهم، مباريات الكلاسيكو أو مباريات المنتخب الوطني العراقي، فنحن نريد والحال هذه كسر نمطية الروتين الترفيهي في مجتمعنا، والذي يقتصر على ثنائيتي المطاعم والأسواق، بحيث نسهم في زرع ثقافة تذوق الفنون عامة، والفن السابع خاصة، حيث هنا الترفيه الحقيقي والمعرفي". وتكمل: "الصعوبات أمامي كبيرة، فلقد واجهت صعوبات وعوائق حتى من أقرب الناس لي من أهلي، لكن ايمان الإنسان بصوابية ما يؤمن به من أفكار، وما يقوم به على ضوئها، وبأنه لا يؤذي بذلك لا نفسه ولا مجتمعه، يمنحه القدرة على التحدي والمثابرة، لتحقيق أحلامه ورغباته وتحويلها لواقع ملموس، رغم الصعاب والعقبات". وتستطرد: "يتحكم بنا في المجتمع الكربلائي منظومة عادات وتقاليد دينية، وهذا ما أثر على مشروعي، فلو أن هذا المشروع تم في بغداد مثلا أو في أربيل أو بابل أو البصرة أو الموصل، لكان حقق رواجا وقبولا أكثر، بالنظر إلى تغلب العادات والتقاليد المحافظة، على المجتمع الكربلائي". وتختم مديرة مشروع "سينما ستار" الجوالة، حديثها مع "سكاي نيوز عربية" بالقول: "أتمنى على الشباب العراقيين عدم الاتكال على التعيينات الحكومية، وما تتميز به من بيروقراطية وتسويف، بل أن يبادروا ويصنعوا مستقبلهم بأياديهم، وبما يحقق ذواتهم ويثبت فاعليتهم".