سكوب نيوز– منتصر العراقي
قد لا يختلف الأمر كثيراً في العراق لكن بأسلوبٍ اكثر تطوراً والنتائج واحدة احتلالٌ وتدمير وقتل وتهجير ، فعندما تقرأ كلمة نكبة يذهب ذهنك مباشرةً الى دولة فلسطين كونه مصطلح فلسطيني يبحث في المأساة الإنسانية التي وقعت هناك ، التشريد والتهجير والقتل والهدم والتجريف وتدمير المجتمع وتمزيق معالمه الحضارية وإبادة العشرات من القرى ، هذا ما حدث عام 1948 وقد اطلق عليه اسم النكبة ، أحدثت اول انتخابات في العراق شرخٍ في المجتمع ادى الى حرب طائفية طاحنة يصاحبها غياب تام لقانون الدولة وتَسيد واضح لعصابات إرهابية لا تعرف إلا ازهاق الارواح تتغذى على الدماء كالوحوش بمجموعات صغيرة انتشرت في المدن العراقية ، فكانت الهجرة الى خارج البلد هي الحل للخلاص من شبح الموت الذي يلاحق الجميع بتحريك سياسي خبيث ، حدث هذا بعد انتخابات عام 2006 وصولاً الى انتخابات 2010 التي حاول الشعب من خلالها ان يغير واقعه ويذهب لبر الأمن ولكن أنطلقت الايام مسرعة للأسوء ، الكثير من الموت والترويع ولكن هذه المره كانت المفخخات السياسية هي التي تفتك بأجساد العراقيين ، أصبحت الحرب واضحة تقطف أرواح الناس كما تُقطف الزهور من المزارع ، وكل هذا يصب في مصلحة الأحزاب الحاكمة ، أشتد الصراع واصبح التخدل الخارجي واضحاً لتتضح الصورة ونرى انهم ليسوا الا بيادق شطرنج تحركهم طهران كما تشاء ، فالإنسان ينضج في الوقت الذي يحترق فيه قلبه وكم من مرة احترقت فيها القلوب على ضحايا الانفجارات الدامية والصراع السياسي الذي احرق بغداد وقتل اهلها ، لم يمر كثيراً من الوقت حتى أنتفض الشعب رفضاً لإعتقال المئات من حكومة تنعت بالطائفية ولكن كانت النتيجة كارثية فكل انتخابات ما ان اقتربت إلا وقد جلبت مصيبة جديدة وهذه المرة إنسحاب للجيش بأوامر القائد العام وتسليم المدن الثائرة ضد الظلم الى عصابات وتنظيم إرهابي يرتوي على الدماء ، تنظيم أمريكي الصنع إيراني التجميع فأصبح ماركة عالمية في القتل ، فتك بالمجتمع ودمر المدن تدميراً كبيراً قتل الناس وسلب ونهب واغتصب وفجر وخطف بنات العراق الى يومنا هذا ، نكبة حقيقة تعاني منها مئات الالاف من العوائل العراقية ، تجريف القرى والتهجير والتشريد وتحويلهم الى لاجئين بين ليلة وضحاها، بينما تنشغل الاحزاب في تقاسم السلطة والوزارات فالانتخابات نعمة لهم ونقمة على الشعب ، بعد عدة أيام من سيطرتهم عادت المعارك الضارية والقتال العنيف وتحشيد المئات من القطعات العسكرية للسيطرة على المدن من جديد ودحر التنظيم وقد نجحت القوات في عملياتها بتكلفة كبيرة دفع ثمنها ارواح الكثير من المقاتلين وكثير من العوائل التي دفنت تحت انقاض المنازل ، مرةً اخرى انتخاباتٌ جديدة كان الفساد سيدها فغالبية الشعب كان مقاطعاً لها ليتخلص من سطوة الاحزاب وسيطرتهم على الحكم ولكن هذه المرة كانت الصناديق معدة لإعادة الوجوه نفسها الى الحكم فعندما ينظر المواطن لا يرى إلا عملية اعادة تدوير للنفايات ، بعد تشكيل حكومة 2018، هب الشعب من جديد مطالباً بحقوقه ورافضاً لفساد الأحزاب الحاكمة الذي نخر جسد الدولة واضعفها، ”نريد وطن” كان اهم الشعارات في ثورة تشرين التي راح ضحيتها اكثر من 800 مواطن وآلاف الجرحى ، كشفت الستار عن وجوه الكثير من القتلة وغرست من جديد في قلوب الناس حب الوطن والتضحية من أجله لتجد بناية المطعم التركي رمزاً خالداً وحصناً منيعاً لأبطال تشرين خارجاً من الجغرافيا وداخلاً التأريخ كرمزاً للصمود ، ما يزال الشعب العراقي يعاني من نكبة انتخابات عام 2014 في ظل تدمير المدن التي تسمى منكوبة الى الان وتجريف القرى والتغيير الديمغرافي الممتد من كركوك الى صلاح الدين وغيرها من المحافظات يوحي ان الانتخابات المقبلة ماهي إلا نكبة جديدة في العراق يصاحبها انقسامات داخلية بصورة اوسع ، قد تكون المعجزة هي الحل فقط لإنقاذ العراق وإيقاف سلسلة النكبات المتكررة مع كل انتخابات فلا هروب من النفق الإيراني إلا بتدميره ، فالانتخابات الجديدة كالحرث في الماء وشراء البطاقات الانتخابية علناً تكشف لك المستقبل القريب وتبين ان التغيير المزعوم فقط سيشمل بعض الوجوه لا اكثر .