احمد صلاح / وكالة سكوب الاخبارية
تعنى الدول والمنظمات الدولية وبضمنها الأمم المتحدة بمفردة الشباب وتتعاطى معها على أنّها أولية في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة المزمع تنفيذها في المجتمع الدولي حتى عام 2030 ويدخل في هذه المفردة اليافعين والفتيات .
وقد أختطت القطاعات المسؤولة عن الشباب في الدول طريقاً واضحاً بالعمل على تمكين الشباب وأدماجهم في عمليات البناء وجعلهم وسيلة في حل النزاعات وتسويتها وضمان مشاركتهم في الحياة المدنية والسياسية .
في عام 1998، اعتمد يوم 12 آب/أغسطس بوصفه يوم الشباب الدولي في الدورة الأولى للمؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب، الذي استضافته حكومة البرتغال بالتعاون مع الأمم المتحدة والذي عقد في العاصمة البرتغالية لشبونة في الفترة 8 – 12 آب/أغسطس 1998.
واوصت لجان المؤتمر ان يُحتفل بيوم الشباب الدولي سنويا في 12 آب/أغسطس لتركيز اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الشباب والاحتفاء بإمكانياتهم بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي المعاصر.
وأيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تلك التوصية بعد ذلك في دورتها الرابعة والخمسين في قرارها 54/120 المعنون “السياسات والبرامج المتصلة بالشباب” (المؤرخ 17 كانون الأول/ديسمبر 1999)؛ لتركيز اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الشباب والاحتفاء بإمكانياتهم بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي المعاصر.
شملت هذه الاهتمامات خمسة عشر مجال ذات الاولوية لبرنامج العمل العالمي للشباب منها (التعليم،التشغيل،الصحة،البيئة،تعاطي المخدرات،جنوح الأحداث،أنشطة شغل الفراغ، المشاركة،العلاقات بين الأجيال…الخ).
الموقع الرسمي للأمم المتحدة يخاطب الشباب بالقول: ان هذا يومكم!
فكروا فيما يمكنكم فعله في مجتمعاتكم وكيف يمكنكم نشر رسالة هذه المناسبة بشكل فعال. اجعلوها ممتعة ومرتبطة بواقعكم ومحيطكم واستخدموا كل قنواتكم لنشر تلك الرسالة.
وهنا لايسعني إلا القول بإن البرلمانيين العراقيين الذين تعكزوا على الشباب واوعدوهم قبل الفوز بالانتخابات النيابية الاخيرة بإنهم سيكونوا مصدرًا مهمًا في محاربة الفساد وتطبيق الديموقراطية الحقيقية والقوانين بعيداً عن (الواقعية السياسية) و تخبطات السلطة، واعتبار الشباب وصوتهم السياسي الفاعل ركنًا من أسس البناء الحكومي ماهي الا وعود كاذبة انطلت عليهم لتحقيق مكاسب سياسية كبيرة بعيدةً كل البعد عن محاربة الفساد المستشري في مفاصل الدولة، انما الظاهر فإن من استغل صوت الشباب واندفاعهم الى صناديق الاقتراع عمل على محاباة المتنفذين للحصول على مكاسب وتحقيق اهداف شخصية، وان كان غير ذلك فما هو تفسير عدم اتاحة الفرص للشباب للتعبير عن آرائهم؟ وعدم قبول آرائهم الإصلاحية لعمل بعض النواب الجدد؟ او لماذا لم يدعو المتعكز على صوت الشباب لاجتماع رسمي او شبه رسمي للاستماع من الشباب وادامة حلقة التواصل؟ في اليوم الدولي للشباب تصورت ان يدعو رافعي شعار (صوت الشباب) مجموعة من الشباب للاستماع لهم ومكاشفتهم بالإجراءات التشريعية والرقابية التي قدموها خلال فترة تسنمهم مسؤولية النيابة!
هذا التجاهل الذي يتبناه اعضاء مجلس نواب الصدفة تجاه شريحة الشباب ماهو الا وقود لنار قد تأكل “الاخضر واليابس”، فمن حصل على اصوات الشباب في الماضي لا أظن انه سينالها في المستقبل، ومن تعكز عليهم للوصول الى كرسي المسؤولية لا يفكر في الحصول على ولو مسمار من هذا الكرسي في قادم الايام.
عموماً .. تبيّن وحسب معطيات الفترة الاخيرة ان #صوت_الشباب .. شعار وهمي لا يختلف عن شعار الاصلاح والبناء والإعمار المزيف بشيء.