في قلب محافظة كربلاء، تتألق قصة استثنائية لطفلة تحمل اسم “مريم أحمد” برغم التحديات الكبيرة التي تعيشها خلال ربيعها الثالث عشر، الا انها تكافح يومياً ضد تليّف الرئة، وتتحدى الهواء بإرادة قوية وروح فنية ملهمة.
الطفلة مريم، التي أطلق عليها أصدقاؤها اسم “صديقة الأوكسجين”، تعيش مع عائلتها التي تمتلك دخلًا محدودًا، برغم تحدياتها في موهبتها الفنية الفريدة، اذ تعتمد مريم على جهاز الأوكسجين بالشكل الذي يصبح شريكاً لها في رحلتها اليومية مما يجعل تلك التحديات صعبة أكثر، ويبرز هذا الواقع الاقتصادي الضيق ضرورة تكاتف المجتمع لدعم العائلات ذات الدخل المحدود، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمرض يتطلب تكاليف الرعاية الصحية، إذ يتعين علينا التأكيد على أهمية إيجاد آليات لتوفير الدعم والرعاية للأطفال الذين يواجهون تحديات صحية، وضمان توفير الدعم الاقتصادي للعائلات الذين يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة.
مريم: “أعتقد أن أهم شيء هو الإرادة، إرادتي لا تعرف اليأس. أحاول أن أركز على الأشياء الإيجابية والتي تشعرني بالسعادة، والرسم هو جزء كبير منها.”
تظهر موهبة مريّم الفنية بشكلٍ واضح في لوحاتها الملونة التي تنبثق من خيالها الخصب وتعكس جمال الحياة وصعوباتها، اذ تقوم مريم بتحويل تجربتها الصعبة إلى لغة فنية تتحدث عن قوة الإرادة والأمل، و
الصراع والنجاح، انها تروي قصة فتاة تحولت إلى رمزٍ للتفاؤل والقوة في وجه التحديات.
في خضم هذا البيئة الفنية، تمتلك مريم قدرة عجيبة على نقل المشاعر من خلال فنها، فتصبح صوتًا صامتًا يعبّر عن تحدياتها وانتصاراتها، هيّ صديقة الأوكسجين، كما يحلو للجميع أن يطلقوا عليها، تظل مصدر إلهام للمجتمع ودافعًا للكثيرين لتحقيق طموحاتهم رغم الصعاب.
في مدينة كربلاء، حيث تتلاقى التحديات والإرادات القوية، تظل مريم أحمد وسطًا لروح فنية تتحدى حدود التليف الرئوي، وحتى نكتشف أعمق في قصتها، نتجه إلى أصوات المجتمع وآراء اصدقائها حول هذه الشخصية المميزة.
مريم: “بدأت بالرسم منذ صغري، كنت دائماً أحب التعبير عن مشاعري من خلال الألوان والأشكال. الرسم بالنسبة لي هو لغة صامتة تسمح لي بنقل ما يدور في داخلي بطريقة فنية جميلة.”
إذ يعبر الناس في كربلاء عن امتنانهم وإعجابهم تجاه مريم وإبداعاتها الفنية “مريم أحمد ليست مجرد فتاة فنانة، بل هي رمز للصمود والإبداع في وسطنا”، يقول منتظر نوري الغزالي من الاشخاص الذين انبهروا بلوحاتها الملهمة.
كما يتحدث الدكتور الصيدلاني فاروق السعيدي عن تحديات التليف الرئوي التي تواجهها مريم، مؤكدين على أهمية دور الفن في تعزيز الصحة النفسية للمرضى “مريم تجسد القوة العقلية والروحية التي تساعد في التغلب على الصعاب الصحية”.
مريم: “نعم، إنه أملي الكبير أن أصبح طبيبة في المستقبل. أرغب في مساعدة الآخرين الذين يعانون من تليف الرئة، لأجعلهم يشعرون بالقوة والتحفيز الذي شعرت به. يمثل ذلك لي ليس فقط هدفًا مهنيًا، بل هو جزء من مساهمتي الشخصية في تحسين حياة الآخرين.”
بهذا التوازن نرى أنها ليست مجرد فتاة تعيش مع التليف الرئوي، بل هي رمز للقوة والفن يتجاوز حدود المرض ويلامس قلوب المجتمع.
تحمل قصة مريم أحمد رسالة قوية تفيض بالإلهام والتحدي، وفي هذا السياق، يظهر أهمية دور الحكومة المحليّة والجهات الطبيّة في دعم وتشجيع مثل هذه المواهب الفريدة والتعاطف مع التحديات الصحيّة التي تواجهها، لذا ندعو الحكومة المحلية في كربلاء إلى الاهتمام بالمواهب الفنية والإبداعية، خاصةً عندما تكون مصحوبة بقصة حياة تلامس قلوب الناس.
يمكن لدعم مريم أن يكون نموذجًا يلهم الشباب ويظهر التزام المجتمع بتشجيع المواهب المحلية،
من ناحية أخرى، يجب مخاطبة الجهات الطبية لتوفير الاهتمام الصحي اللازم لمريم، ويمكن أن تشمل هذه الاهتمامات المستمرة متابعة طبية دقيقة وتوفير الخدمات الطبية الضرورية.
مريم: “نعم، حلمي هو أن أكون فنانة مشهورة وأن تُعرف لوحاتي حول العالم. أرغب في أن يكون للفن دور في نشر الأمل والإلهام.”
التواصل بين المؤسسات الحكومية والجهات الطبية يمكن أن يسهم بشكل فعّال في تحسين جودة حياة مريم وفتح أبواب للمزيد من الفرص والدعم للأفراد الذين يواجهون تحديات صحية.
كما نقترح على نقابة الفنانين العراقيين توجيه الضوء نحو إمكانيات مريم الفنية واستثنائها من بعض القوانين، بحيث يُمكن لها الانضمام إلى النقابة كفنانة موهوبة، ويمكن أن تكون هذه الخطوة خطوة إيجابية تعكس التزام النقابة بدعم المواهب الفنية الفريدة وتحفيز الإبداع في مجال الفن.
أحلم بيوم يأتي فيه التحسين الطبي ليساعد في علاج تليف الرئة، وأتمنى أن يكون لدي دور في ذلك. أيضا، أحلم بأن ألوحاتي ستصل إلى قلوب الكثيرين وتلهمهم بقوة الإرادة والفن
تأخذ القصة الفريدة لمريم مكانة خاصة في المجتمع، وبالتالي يمكن أن تكون تلك الدعوة إلى الاهتمام والدعم الحكومي والنقابي خطوة مهمة نحو تسليط الضوء على قدرات الفنانين المحليين الذين يواجهون تحديات صحية.
يجدر بالإشارة إلى الدور الإنساني والخدمي الكبير الذي قامت به العتبة الحسينية في مساعدة مريم أحمد. وفقًا للمعلومات، قامت العتبة الحسينية بتقديم دعم طبي ملموس من خلال تقديم الخدمات الطبية لمريم لمدة عام كامل في مستشفى زين العابدين.
تلك الجهود تبرز التعاون الإنساني الذي يمكن أن يحدث فرقًا في حياة الأفراد الذين يعانون من تحديات صحية، ويُظهر هذا الدور الإيجابي قدرة المؤسسات الدينية والاجتماعية على تقديم الدعم الشامل والرعاية لأولئك الذين يحتاجون إلى عناية خاصة.
باختتام هذا التقرير، يتجلى قصة مريم أحمد كمصدر إلهام وقوة. فتاة تحمل بداخلها إرادة قوية وموهبة فنية تتجاوز تحديات تليف الرئة، مريم ليست فقط صديقة الأوكسجين، بل هي فنانة تمتعنا بروحها الإيجابية وإرادتها الصلبة
في عالمها الملون من الرسم، نرى قصة انتصار وتحدي، ونكتشف كيف يمكن للفن أن يكون جسرًا يربط بين الألوان الجميلة وروح الصمود.
مريم: “أريد أن أقول للشباب الذين يعيشون مع التحديات، لا تيأسوا. تجاوزوا الصعاب بالإيمان بأنفسكم واستخدام قوتكم الداخلية. الحياة مليئة بالفرص، وحتى في وجه التحديات، يمكن أن يكون لديكم تأثير إيجابي على العالم من حولكم.”
مريم: “أشعر بأنني محظوظة لأنني محاطة بعائلة وأصدقاء رائعين. لا يمكنني إيجاد كلمات تعبر عن شكري وامتناني تجاههم. عائلتي كانت الركيزة القوية في رحلتي، ودعمهم لم يكن فقط ماديًا، بل كانوا دائماً بجانبي يقدمون الدعم العاطفي والإلهام.”
دور العائلة والأصدقاء والجهات الرعائية كان حاسمًا في هذه الرحلة الفريدة، لذا ندعو إلى التفكير في دعم مواهب الشباب وفتح الفرص أمامهم، ونشدد على أهمية الرعاية الصحية للأفراد الذين يواجهون تحديات صحية صعبة، قصة مريم تعكس رسالة قوية عن الأمل والتحدي، وتظل مصدر إلهام لنا جميعًا لتحقيق الأحلام وتحطيم الحواجز.
أما أصدقائي، فهم كانوا ركنًا هامًا في حياتي. برغم التحديات التي أواجهها، إلا أنهم لم يتركون يومًا لي بدون الضحك والفرح. إن وجودهم يعكس روح الصداقة الحقيقية والتضامن.”
“أشكرهم جميعًا على الدعم اللامحدود الذي قدموه لي، وأتوجه بكل كلمات الحب والشكر لكل فرد في حياتي الذي ساهم في جعل هذه الرحلة ممكنة.
دعمهم يجعلني أشعر بالقوة والتحفيز لمتابعة رسم حياتي بألوان الأمل والإصرار.”