رأي – احمد صلاح
شهدت محافظة كربلاء الخميس 7/3/2024 احتفالا صحفيًا للذكرى الثامنة بعد المئة لتأسيس الصحافة الكربلائية.
الفعالية شهدت حضور رسمي وصحفي بارز، وتكريمًا لبعض الصحفيين والإعلاميين العاملين من مختلف المؤسسات الصحفية، فضلاً عن تكريم حملة شهادات الماجستير في التخصص الاعلامي، مما يعكس الاهتمام الكبير لدعم الكفاءات الصحفية وتشجيع الإبداع والابتكار في ميدان الصحافة، وهي بادرة في الاتجاه الصحيح للقضاء على الدخلاء الذين امتهنوا الصحافة لأغراض غير مهنية، بل غير اخلاقية حتى، وهذا ما يدفعنا للاشادة بجهود المنظمين، كونها البادرة الوحيدة التي تشهدها محافظة كربلاء لتقدير لجهود الصحفيين.
هل هي استهانة ام ظروف؟
ورغم أهمية هذا الحدث، إلا أن غياب نقيب الصحفيين العراقيين، مؤيد اللامي، وعدم حضوره لهذا الكرنفال الصحفي يثير تساؤلات كثيرة، لا ارغب الخوض في تفصيلاتها، ويمكنني اختصار هذا الغياب كونه أكثر من مجرد غياب بدني.
الأكاديميين
وبهذه المناسبة ندعو الصحفيين الأكاديميين للانخراط بشكل أكبر في مجال الصحافة وتقديم مساهماتهم القيمة لتطوير المهنة وتحسين مستوى التغطية الإعلامية، كونهم يمثلون مصدرًا هامًا للخبرة والمعرفة، ويمتلكون قدرات تحليلية عميقة وفهم متميز للموضوعات المعقدة.
طبعًا، لا يمكن تحقيق ذلك الا من خلال دعم برامج التعليم والتدريب في مجال الصحافة الأكاديمية، وتوفير فرص للتدريب العملي والتطبيقي، كما يمكن تعزيز التعاون بين الجامعات ووسائل الإعلام لتبادل الخبرات والموارد، وتوفير منصات لنشر أبحاث الصحافة والتواصل العلمي بين الباحثين والممارسين.
دعوة صادقة
انا ادعو صراحةً إلى تطوير النشاط الصحافي في كربلاء بشكل مستمر ومتجدد، وذلك من خلال اعتماد بعض الإجراءات والمبادرات التي تسهم في تعزيز جودة النشاط وجعله أكثر فعالية وتأثيرًا. من بين الاقتراحات:
1. تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية مستمرة لتطوير مهارات الصحفيين في مجالات مثل الكتابة الصحفية، التحرير، والتصوير الصحفي، واستخدام الوسائط الرقمية والتواصل الاجتماعي.
2. تشجيع الابتكار والإبداع من خلال تنظيم مسابقات صحفية تحفز الصحفيين على تقديم أفكار جديدة ومواضيع مثيرة للاهتمام.
3. إنشاء منصات رقمية لتبادل الخبرات والمعرفة بين الصحفيين والمهتمين بالإعلام، وتشجيع التفاعل والتعاون بينهم.
4. تعزيز التعاون بين الصحافيين والجهات الحكومية والمنظمات المجتمعية لتوجيه النشاط الصحافي نحو قضايا هامة وملفات ذات أهمية واقتراح حلول فعالة لها.
5. دعم الصحافة المواطنة وتشجيع المواطنين على المشاركة في نقاشات الأخبار وتقديم وجهات نظرهم وتجاربهم الشخصية.
من خلال تطبيق هذه الاقتراحات وغيرها، يمكن تحسين وتطوير النشاط الصحافي في كربلاء وتعزيز دوره في خدمة المجتمع وتحقيق التغيير الإيجابي.
بالمناسبة .. لا تهاون
وبمناسبة هذه “الفضفضة” التي سيقرأها عدد قليل من صحفيي المحافظة؛ كونني اعلم ان بعضهم يكره القراءة، وهذا تناقض مخيف، فعلى قدر علمي بان الصحافة مرتبطة بالقراءة والعكس.
ان عدم مجاملة الدخلاء على المهنة يعني عدم التهاون في التعبير عن الحقيقة وعرض الأحداث كما هي، دون تحريف أو تلميع للواقع. لذا يجب على الصحفي أن يكون صادقًا وشجاعًا في عمله ونشاطاته، حتى لو كان ذلك يعني التعامل بصرامة مع الأشخاص أو الجهات التي تسعى للاستفادة من دور الصحافة في خدمة مصالحها الخاصة.
تعتمد مصداقية وشرف المهنة الصحفية على الالتزام بمبادئ النزاهة والموضوعية، وعلى الصحفي أن يكون واعيًا لأي محاولات للتأثير على عمله بواسطة الضغوط الخارجية أو التأثيرات المالية أو السياسية، او حتى المجاملات الاخرى.
لذا، يجب على الصحفي أن يبقى مستقلاً ومنفتحًا على كل الآراء، وأن يتجنب أي تعارضات مصالح تضعف مصداقيته وتجعله عرضة للاتهامات بالتحيز أو الجماعية.
باختصار، عدم مجاملة الدخلاء على المهنة يعني الالتزام بالنزاهة والشفافية والموضوعية والمصداقية، فهذه المهنة “تشوّر”.
في الختام
اود أن اعرب عن شكري العميق لجميع المنظمين والمشاركين في هذا النشاط الصحافي الذي يحتفل بتاريخ الصحافة في كربلاء. من خلال جهودهم وتفانيهم، تم تحقيق نسبة نجاح لهذا الحدث الذي يفترض به ان يكون اكبر من ذلك، وابارك لجميع الفائزين في مسابقة الصحافة الكربلائية ولجميع الزملاء المكرمين، هنيئًا لهم هذا التكريم، واتمنى ان يكونوا على قدر مسؤوليته.