الرد قاسي.. اصحاب المخابز يكشفون الاسرار
احمد صلاح – وكالة سكوب الأخبارية
تناولت وكالة سكوب الاخبارية في وقت سابق شكاوى مواطنين حول ارتفاع أسعار أقراص الخبز بعد انخفاض سعر كيس الطحين.
وما ان نشرت سكوب تقريرًا مقتضب حول هذه الظاهرة حتى تزاحمت رسائل وتعليقات اصحاب “المخابز” مطالبين بحق الرد، وبطبيعتها وكالة سكوب الاخبارية تمنح حرية الرد والتعبير لكل فرد او مؤسسة او جماعة يرد ذكرها في الوكالة.
الموضوع السابق اضغط هنا
دوافع رفع الاسعار:
استمعنا لعدد من اصحاب المخابز وتحدثنا مع بعضهم لساعات طويلة، فمنهم من رفض التصريح، ومنهم من ادلى بدلوه وقال لا اريد افصاح المعلومات، واخرون اقروا لنا بالحقيقة وقالوا لنا كاشفوا الناس فنحن لا نستطيع ان نقنع جميع الزبائن.
ذو الفقار هادي، احد الاشخاص الذين تربطهم علاقة بعدد من مالكي المخابز في مدينة كربلاء، يقول لوكالة سكوب الأخبارية، ان “الأسباب التي دفعتنا لرفع سعر اقراص هي الارتفاع الحاصل في اسعار الطحين نسبة الى جودته، فكان الطحين سابقا بأسعار أقل من الآن وبجودة عالية على عكس الوقت الحاضر، فان الطحين باسعار مرتفعة وجودة منخفضة وهذا ما اجبرنا على (الخلط)”.
يواصل ذو الفقار توضيحه بالقول ” لم يكن الخلط خيارنا، انما اجبرنا عليه، فمعظمنا يقوم بخلط الطحين العادي ( الاسمر ) مع الطحين التركي (الصفر) الذي يمتاز بسعره المرتفع” معللًا ان “سبب (الخلط) هو للمحافظة على زبائننا”.
ويضيف ذو الفقار “من الأسباب التي دفعتنا لرفع سعر الخبز هو النفط، فسابقاً كان النفط يوزّع بشكلٍ مجاني من الحكومة، اما الان فالحكومة تمنح (2000) لتر بسعر (200) دينار للتر الواحد، والمخبز يستهلك مايقارب (5000) أو (6000) لتر اي اكثر من الكمية الممنوحة من قبل الحكومة، لذا نضطر لشراء النفط ويكون سعر التر الواحد 450/500 دينار، وفي فصل الصيف يصل سعر اللتر الواحد الى 600 دينار، وهذه المشكلة يعاني منها أصحاب المخابز التي تستعمل النفط”.
التحديات التي واجهت صناعة الخبز تبرز صورة متشابكة للعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على أصحاب المخابز، فارتفاع أسعار الطحين وتكاليف العمالة والإيجارات، إلى جانب قلة الدعم الحكومي، كلها تجسد تحديات تنافسية تتطلب حلاً شاملاً ومتعدد الأوجه.
اياد الخالدي، احد العاملين في هذا المجال يعلل ارتفاع الاسعار ويعضد ما تطرق له ذو الفقار بالقول، ان “ارتفاع أسعار الطحين المستورد يعزى إلى تراجع جودة الطحين المحلي، مما أدى إلى تفوق المنتجات المستوردة وسطوتها في سوق الخبز، حيث أصبحت المتحكم الرئيسي في تحديد أسعاره، فصلًا عن ارتفاع أجور العمال وهذا العامل يضيف ضغطًا إضافيًا على أصحاب المخابز ويؤثر على الربحية في مثل هذه الظروف التنافسية الصعبة، ناهيك عن ارتفاع تكاليف الإيجارات في المحال التجارية”.
تباين الاراء:
تباينت آراء المواطنين بشأن التحديات التي تواجه صناعة الخبز. بعضهم يعزو ارتفاع أسعار الخبز إلى الزيادات المتكررة في أسعار الطحين وتكاليف الإنتاج، مما يضع العبء على جيوبهم ويؤثر سلباً على قدرتهم الشرائية. بينما يرون آخرون أن الصناعة تواجه تحديات هيكلية تتعلق بقلة الدعم الحكومي والتشريعات الضريبية الصارمة التي تزيد من التكاليف التشغيلية لأصحاب المخابز. ومع ذلك، يؤكد البعض الآخر على ضرورة تبني استراتيجيات إدارية فعّالة وتطوير أساليب إنتاجية مبتكرة للتغلب على التحديات الاقتصادية والتنافسية في صناعة الخبز.
توقفنا بالقرب من “چنبر” نشر الخبز، لدى مخبز (بركات ام البنين) في قضاء الحر بكربلاء، وبدئنا نستطلع اراء المواطنين.
محمد مجيد ٢١ سنة، يقول، ان “سعر الخبز المنخفض بعد عاملًا مهمًا للعديد من العائلات، ويجب على الحكومة وأصحاب المخابز التعاون للعودة إلى الأسعار السابقة لضمان الوصول إلى الخبز بأسعار معقولة للجميع.”
فيما ذكرت الحاجة ام عليّ، ان “زيادة أسعار الخبز تعتبر ضغطًا إضافيًا على المواطنين الذين يعانون بالفعل من ارتفاع التكاليف الحياتية، ويجب على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيض الأسعار وتخفيف العبء الاقتصادي عن الناس.”
ثم انطلقنا الى شارع الروضتين، بالقرب من مخبز الهدى، وعرضنا محور التقرير على عدد من المواطنين، فبعضهم كانوا من خارج المحافظة، الزائر حيدر محمد قال”رغم أهمية تحقيق الاستقرار الاقتصادي، يجب عدم نسيان حاجات الطبقة الفقيرة وتوفير الأساسيات مثل الخبز بأسعار معقولة، وهو حق أساسي يجب أن يحظى به كل مواطن، ويجب على أصحاب المخابز أن يدركوا مسؤوليتهم الاجتماعية وأن يسعوا جاهدين للحفاظ على الأسعار المناسبة للخبز، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الكثير من الناس.”، مضيفًا انه “من الضروري أن تتدخل الحكومة لضمان توفر الخبز بأسعار معقولة، سواء من خلال تقديم الدعم المالي لأصحاب المخابز أو تنظيم السوق لمنع استغلال المستهلكين.”
فيما قالت ام زهراء، ان”أصحاب المخابز يواجهون تحديات كبيرة في ظل ارتفاع أسعار المواد الخام وتكاليف الإنتاج، ويحق لهم زيادة أسعار الخبز لتعويض الخسائر وضمان استمرارية الأعمال.”، مشيرةً الى ان “تحديات صناعة الخبز تتطلب التفهم والدعم من المواطنين، فأصحاب المخابز يعملون بجدية لتوفير منتج ذو جودة عالية برغم الظروف الصعبة التي يواجهونها.”
فيما يرى مراقبون أن ارتفاع أسعار الخبز يعكس الواقع الاقتصادي الصعب الذي يواجهه المواطنين، ويدعون إلى ضرورة تقديم الدعم الحكومي لتخفيف الضغط على أصحاب المخابز و المستهلكين من جهة اخرى، مع التأكيد على أهمية وضع سياسات اقتصادية فعّالة تسهم في توفير الاستقرار لصناعة الخبز، مما يسهم في تحقيق التوازن بين مصالح أصحاب المخابز ومصالح المواطنين.
ونحن بدورنا نحث على ضرورة تنظيم السوق ومراقبة الأسعار لضمان عدم استغلال المواطنين وضمان توفير الخبز بأسعار معقولة، مع مراعاة استدامة أعمال أصحاب المخابز، وندعو الى ضرورة تعزيز التواصل بين الحكومة وأصحاب المخابز لتحديد السياسات والإجراءات التي تدعم استقرار صناعة الخبز وتلبية احتياجات المواطنين.
ومما تقدم فأن تقديم الدعم المالي والتسهيلات الضريبية لأصحاب المخابز يعد حلاً مؤقتًا، بينما يجب على الجهات المعنية البحث عن حلول هيكلية وشاملة للمشكلات الاقتصادية التي تواجه هذا القطاع.