هكذا تقول الحكمة (رب ضارة نافعة) وهكذا كانوا يقولون أسلافنا (ما تنحل ألا تكبر)،
هكذا تقول الحكمة (رُب ضارة نافعة) وهكذا كانوا يقولون اسلافنا (ما تنحل الا تكبر)،
سنوات عدة ونحن نصرف الاموال على أرضيات الملاعب وبذات الوقت نعاني منها، كمن يصرف ماله على داء ثم يموت بسببه.
فرغم التطور الكبير والنقلة النوعية التي حدثت في الرياضة العراقية التي باتت تتُابع على المستوى الدولي منذ كاس الخليج وما سبقها وما لحقها، حتى توقيع عقد اللاليغا وصولا الى الكلاسيكو الاخير الذي تناقلته الشاشات العربية ووصل صداه اقصى مغربنا العربي، وشاهد العالم نموذجا من مرض (سوء الارضيات) الذي بات يمثل تطبيقا للمثل الدارج (بكل حلو لوله)، حيث أفتضح أمر أدارات ملاعبنا التي تصرف بلا جدوى.
لكن هذا الامر بات نافعا وقد يبدو حلا لهذه المعضلة لأننا في العراق لا نصلح شيئ الا ان يصل حد الفضيحة!!، ولا نعالج أمر حتى يصبح حديث (الفيس بوك) كون الأخير يصل كل حد وصوب.
ملاعب كربلاء والمدينة والزوراء ونوعا ما ملعبي الشعب والنجف هم أكثر الملاعب (فضيحة) في هذا الامر لأنهما الأكثر جهوزية لاستضافة المباريات المهمة، والوزارة تصرف أموال طائلة على العشب الذي لا يدوم سوى لمباريات لا تتجاوز الأصابع عددا رغم استخدام منظومات للأشعة اللازمة لنمو الحشيش، على عكس ملاعب المدينة الرياضية في البصرة التي تتميز بأرضيات وعشب رائعين طوال السنوات الماضية،
ماذا يقول المسؤولون؟
مستشار رئيس الوزراء لشؤون الرياضة أكد أن السوداني تباع الكلاسيكو الأخير وابدى ملاحظاته على عشب الملعب، ملمحا بتدخل الحكومة في حل هذه المسألة،
من جهته وزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع أعلن عبر صفحته الشخصية على الفيس بوم أجراء تحقيقا لمعرفة الأسباب وراء الصورة الهزيلة التي ظهرت عليها ارضيات الملاعب المذكورة آنفا اثناء استضافتها لمباريات دوري نجوم العراق، وأصدار قرارا بإعفاء مديري ملعبي كربلاء والمدينة.
حلول على الورق!
الخبراء بمجال زراعة عشب ملاعب كرة القدم يقدمون العديد من الحلول لعلاج هذه المشكلة، ومن أبرز تلك الحلول:
– استخدام نوعية عالية من العشب الطبيعي التي تتحمل درجات الحرارة العالية والاستخدام الكثيف، مثل عشب (بيرمودا) أو (زينيا) أو (كودزو).
– استخدام نظام العشب الهجين الذين يجمع بين العشب الطبيعي والالياف الصناعية لتعزيز المتانة وتقليل تأثير خوض المباريات بكثرة (مثال على ذلك نظام ديزو غراس).
– الصيانة المتقدمة التي تشمل (الري والتسميد والتهوية والقص الدوري).
– استخدام أغطية مؤقتة لتقليل التعرض المباشر للشمس خلال الفترات الأكثر حرارة.
– ادارة الامراض والآفات عن طريق تطبيق مبيدات الحشرات والامراض عند الحاجة للحفاظ على صحة العشب.
المدرج له حصة لا تقل عن حصة الأسد من المشاكل التي تعاني منها الملاعب العراقية، لاسيما في الملاعب الحديثة التي تكون مدرجاتها تحت السقف، حيث أن مقاعد الجماهير ليست للجماهير؟؟، بل أن (الطيور) قد حجزتها لـ(لفضلاتها) فاذا دخلت لملعب لن تستطيع الجلوس على مقعدك دون استخدام (قطعة كارتون) تعزل بينك وبين الاتساخ الموجود عليه،
في السنوات السابقة اشيع الكثير عن استخدام منظومات حديثة لطرد الحمام الذي يسكن سقوف الملاعب، ولكنها يبدو فشلت كأخواتها او حُشرت ضمن خانت الوعود التي لم نرى لها اثرا.