احمد صلاح – سكوب الاخبارية
في قصة تفيض بالعزيمة والإرادة، تتألق أنوار شعلان، الطالبة الكفيفة، كنجم ساطع في سماء التعليم العالي العراقي. من قرى الشطرة، تتميز أنوار بقدراتها الاستثنائية التي تجاوزت التحديات التي فرضها عليها فقدان البصر منذ ولادتها.
في جامعة الشطرة، وتحديداً في فرع اللغة العربية، لم تكن أنوار مجرد طالبة عادية. على مدى أربع سنوات، حافظت على مركزها كالأولى على دفعتها، معروفة بقدرتها على تقطيع العروض الشعرية بشكل مذهل دون الاستعانة بورقة، وإعراب ألفية ابن مالك من الذاكرة.
تحفّظ أنوار كل الشواهد النحوية والمعلقات الشعرية، وتناقش في مختلف المذاهب الأدبية والنقدية بثقة وعمق.
يصف الدكتور حازم هاشم العبودي، رئيس فرع اللغة العربية بجامعة الشطرة، أنوار قائلاً: “إنها طالبة كفيفة ولدت بلا حاسة البصر، لكنها كانت الأولى على الفرع الأدبي في العراق قبل أربع سنوات بمعدل 99%. أنهت اليوم امتحانها في البكالوريوس وأصرت أن تلتقط صورة معي، صورة لن تراها بعيونها، لكنها حتماً رأتها بقلبها”.
هذه القدرات الاستثنائية لم تأتِ من فراغ، فقد كانت مدعومة دائماً بدعم غير محدود من والدها. منذ ولادتها، وقف والد أنوار بجانبها، يأخذها ويرجعها بيده طوال 22 عاماً، في قصة تروي عمق الإصرار والحنان الأبوي في قلب الريف العراقي.
أنوار شعلان ليست فقط رمزاً للإرادة والتفوق الأكاديمي، بل أيضاً مثالاً حياً على أن العزيمة والإرادة يمكن أن تتغلب على أصعب الظروف. تستحق أنوار كل التقدير والاهتمام، وهي بحق نابغة عراقية تضيء بنور قلبها.