احمد صلاح – كربلاء
في يوم يُفترض به أن يكون احتفاءً بالعطاء والتضحية، نجد أن واقع العمل التطوعي في العراق يواجه أزمة حقيقية، لا سيما خلال فترة الزيارة الأربعينية، حيث يتضاعف حجم العمل التطوعي بشكل كبير.
فبدلاً من أن يشعروا بالتقدير والدعم، يواجه المتطوعون في كربلاء تحديات كبيرة:
- نقص الإمكانيات: يعاني المتطوعون في كربلاء من نقص حاد في الإمكانيات والموارد، مما يؤثر سلبًا على أدائهم ويشجعهم على التوقف عن التطوع.
- سوء التنظيم: غالبًا ما يعاني العمل التطوعي في كربلاء من سوء التنظيم، مما يؤدي إلى تضارب الأدوار وهدر الجهود.
- الظروف القاسية: يعمل المتطوعون في ظروف قاسية، حيث يتعرضون للتعب والإرهاق الشديدين، ولا يحصلون على الراحة الكافية.
- الإهمال الإعلامي: لا تحظى جهود المتطوعين في كربلاء بالتغطية الإعلامية الكافية، مما يقلل من تقدير المجتمع لجهودهم.
إن هذه المعاناة تؤدي إلى نتائج سلبية على المدى الطويل، حيث: - تثني الشباب عن التطوع: يخشى الشباب من تكرار هذه التجربة السلبية، مما يؤدي إلى تراجع عدد المتطوعين في المستقبل.
- تضعف الروح التطوعية في المجتمع: يؤدي إهمال المتطوعين إلى تراجع الروح التطوعية في المجتمع، وتقليل الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.
إن معاناة المتطوعين في كربلاء هي مؤشر واضح على الحاجة إلى إصلاح جذري في نظام إدارة العمل التطوعي في العراق.
أصبح المتطوعون يجدون أنفسهم يطرقون الأبواب بحثًا عن التعاون والتنسيق، وكأنهم يطلبون مساعدة وليسوا هم من يقدمونها.
هذا الإهمال المتعمد يؤدي إلى نتائج كارثية:
- تناقص عدد المبادرات التطوعية: فمن الطبيعي أن يفقد المتطوعون حماسهم عندما يجدون أن جهودهم لا تُقدر ولا تُثمن.
- ضعف المنظمات التطوعية: فالافتقار للدعم المادي واللوجستي يهدد استمرارية عمل هذه المنظمات.
- تدهور الخدمات المجتمعية: فغياب التطوع يعني نقصًا في الخدمات التي تقدم للمجتمع، خاصة في المجالات التي تعاني من نقص في التمويل الحكومي.
أزمة التطوع في العراق ليست وليدة اليوم، بل هي نتيجة تراكمية لسياسات خاطئة وإدارة فاشلة.
السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يمكن فعله لإنقاذ العمل التطوعي في العراق؟ - دعم حقيقي من الحكومة: يجب على الحكومة أن تدرك أهمية العمل التطوعي وتقدم الدعم المالي واللوجستي للفرق والمنظمات التطوعية.
- تشريع قوانين تحمي حقوق المتطوعين: يجب وضع قوانين واضحة تحدد حقوق المتطوعين وتضمن حمايتهم.
- توفير بنية تحتية مناسبة: يجب توفير البنية التحتية اللازمة لتنفيذ المشاريع التطوعية.
- توعية المجتمع بأهمية التطوع: يجب تنظيم حملات توعية لتشجيع الناس على المشاركة في العمل التطوعي.
في الختام، لا يمكننا أن نبني مجتمعًا قويًا ومتماسكًا بدون عمل تطوعي نشط وفعال. يجب على الجميع، حكومة ومجتمعًا، أن يتحملوا مسؤولياتهم وأن يساهموا في إنقاذ هذا الملف الهام.