تشهد محافظة كركوك تصاعدًا مقلقًا في حالات الإصابة بمرض الحمى النزفية، ما دفع الجهات الصحية إلى إطلاق تحذيرات عاجلة للسكان ورفع حالة التأهب القصوى في المؤسسات الطبية. ويأتي هذا التطور وسط مخاوف من تفشٍّ واسع للمرض في حال عدم اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتشاره.
وبحسب دائرة صحة كركوك، فقد تم تسجيل عدد من الإصابات المؤكدة بالفيروس، بعضها في مناطق ريفية تشهد تماساً مباشراً مع المواشي، وهي بيئة تُعد مثالية لانتقال المرض عبر القراد أو الدم الملوث. كما تم الإعلان عن حالات وفاة نتيجة الإصابة، مما زاد من حدة القلق في الشارع الكركوكي.
وقال مدير قسم الصحة العامة في كركوك، في تصريح خاص لـ مراسل “سكوب الإخبارية”، إن “الحمى النزفية مرض خطير ونسبة الوفيات فيه مرتفعة إذا لم يتم تشخيصه مبكراً. نحذر الأهالي من التعامل المباشر مع الحيوانات دون إجراءات وقائية، كما نناشد الجزارين باتباع التعليمات الصحية الصارمة أثناء الذبح”.
ويُعتبر فيروس الحمى النزفية من الأمراض الفيروسية التي تنتقل عن طريق القراد أو الاحتكاك المباشر بدم المصابين أو الحيوانات المصابة، ويتميز بأعراض مثل الحمى الشديدة، آلام العضلات، نزيف تحت الجلد، وفي الحالات المتقدمة قد يؤدي إلى فشل عضوي وموت المريض.
وقد أطلقت فرق الاستجابة السريعة التابعة لدائرة الصحة حملات ميدانية للتوعية والرش الوقائي، إلى جانب تنسيق مشترك مع البيطرة وقيادة الشرطة لتنظيم ومراقبة عمليات الذبح في الأسواق والمجازر. كما تم تخصيص ردهات خاصة في المستشفيات لاستقبال الحالات المشتبه بها، وتزويد الكوادر الصحية بالمستلزمات الوقائية.
من جهته، دعا محافظ كركوك، خلال اجتماع أمني وصحي طارئ، إلى “توحيد الجهود بين الدوائر المعنية وتكثيف الحملات التوعوية في القرى والنواحي، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى الذي يشهد ذبحاً مكثفاً للأضاحي، ما قد يسهم في تفشي المرض ما لم تتم السيطرة عليه”.
وفي الوقت الذي تعمل فيه الجهات الصحية على احتواء الأزمة، تبقى الوقاية هي السلاح الأهم في معركة كركوك ضد الحمى النزفية. ويُطالب المواطنون بمزيد من الشفافية في نشر المعلومات، وتوفير الدعم اللازم للمراكز الصحية في المناطق النائية.