مع انتهاء زيارة عرفة واستعداداً لاستقبال شهري محرم وصفر في كربلاء، تُعاني المحافظة من قلة التجهيز للكهرباء الوطني وضعف وانقطاع الماء في اغلب مناطق المحافظة نتيجة قلة تجهيزات الطاقة الكهربائية لمشاريع الماء التي تغذي احياء مركز المحافظة والمدن المحيطة.
الكهرباء تعترف بنسبة العجز في الطاقة
وزير الكهرباء زياد علي فاضل اعترف بوجود عجز كبير يفوق 50% من إجمالي إنتاج المحطات حاليًا، على الرغم من التصريحات الرسمية لوضع خطط تأمن التيار للمواطنين في غالبية المحافظات.
فاضل في تصريح له كشفت عن أن إجمالي العجز في البلاد يصل إلى نحو ثلاثة عشر ألف ميغاواط، مؤكدة على وجود العديد من التحديات التي تواجه القطاع فضلًا عن أزمات النفط وشبكات التوزيع التي لا تغطي جميع المدن العراقية.
المتحدت باسم وزارة الكهرباء اكد ان الوزارة تعاني من وجود نقص بالغاز المورّد والذي تسبب بخسارة كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية كانت تغطي محافظات الفرات الاوسط وجنوب البلاد.
وأوضح “أن آثار انحسار ونقصان إطلاقات الغاز المورد عاودت لتلقي بظلالها على الوحدات التوليدية في محطات الإنتاج، وأفقد المنظومة إنتاج ما يقارب الخمسة الاف ميغاواط أثرت على ساعات التجهيز خلال الايام الماضية مع ذروة الأحمال وزيادة الطلب”.
واضاف المواطنون يشتكون من تزايد انقطاع التيار الكهربائي مع ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يقارب ستة عشر ساعة يومياً في بعض المحافظات وقد تصل الى عشرون ساعة في محافظات اخرى.
التناقض في التصريحات بين بغداد وطهران
في تناقض واضح وتضارب بالتصريحات الرسمية ما بين الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني والحكومة الايرانية فيما يخص الديون المتعلقة باستيراد الغاز الايراني.
قال وزير الاقتصاد الإيراني احسان خندوزي ان “الحكومة العراقية لم تؤمن بعد مبلغ العشرة مليار دولار التي وعدت بتقديمها الى السلطات الإيرانية من الأموال التي تدين بها مقابل الغاز”.
واضاف خندوزي “أن البنك المركزي العراقي لا يحتفظ الان بمبلغ العشرة مليار دولار المخصصة لإيران”.
أما الجانب العراقي وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الكهرباء والخارجية العراقية في بيانات منفردة قالوا انه “تم سداد ديون الغاز الايراني بالكامل”.
يظهر التناقض ايضا في مبلغ الدين اذ تؤكد الخارجية العراقية انه مليارين ونصف بينما وزير الاقتصاد الايراني يتحدث عن عشرة مليارات دولار.
كربلاء التي تستقبل مئات الالاف من حشود الزائرين
تستقبل المحافظة مئات الالاف من الزائرين اسبوعياً بالإضافة الى الزيارات المليونية، والذي لا يؤخذ على محمل الجد والاعتبار بضمان توفر واستمرار الخدمات فيها.
وقال المواطن كرار كريم من اهالي منطقة الهنيدية، ان “مُنذ بضعة ايام ونحن نعاني من الضعف الشديد للماء والانقطاع المستمر للكهرباء والذي يصل اقل من ثمان ساعات يومياً”.
واضاف كريم، ان “اصحاب الشأن والمسؤولية قد نسوا كيف يمكن ان يعيش المواطن في ضل انعدام ابسط الخدمات والذي تأثر حتى على عمل المواطن وعلى المرضى، وكيف سنستقبل الزائرين بعد اسبوعين في ظل هكذا ضروف!!”.
أما علي عبد الرضا من اهالي حي الحر وضح بعض المشاكل التي تعاني منها المحافظة قائلاً ” الجميع يعرف الاسباب وراء قلة تجهيز الطاقة الكهربائية وشح المياه في احياء كربلاء ولكن لا احد يستطيع الحديث بها وانا اقصد ساسة المحافظة بالتحديد والجهات المعنية”.
واستهل عبد الرضا حديثه لـ “سكوب الاخبارية”، ” كربلاء كانت يجب ان تكون الاولى في كل شي لما تملك من مقومات على كافة الاصعدة ولكن في مدينة الحسين عليه السلام وبعد اكثر من 1400 عام على استشهاده هو وعياله وال بيت النبوة عطاشى ما زال سكان المدينة واشجارها ونخيلها يموتون عطاشا وكان يزيد حاضر في كل الازمان”.
وطالب عبد الرضا من حكومة بغداد والحكومة المحلية في كربلاء بـ “العمل الجاد لخدمة المواطن الكربلائي وزائري الامام الحسين واخيه ابا الفضل العباس من خلال تقديم الخدمات الاساسية على مدار الساعة واجب على الحكومة، فالمحافظة قادرة على الاستقلال بكافة المجالات الخدمية لما نشاهده من تكاتف في فترات الزيارات المليونية”.
جهات رسمية في محافظة كربلاء المقدسة معنية بقطاع الكهرباء رفضت الافصاح عن بعض المعلومات لكادر وكالة “سكوب الاخبارية” معللة الاسباب بأنها من المصدر في العاصمة بغداد، في الوقت الذي اعيد نشر مقطع فديوي قديم للمهندس نصيف الخطابي محافظ كربلاء يقول فيه ” حصة الكهرباء للمحافظة تم سرقتها” ولكن السؤال الاهم من سرقها…!
الصحف العالمية تغطي ازمة الكهرباء
ذا ناشونال: انقطاع الكهرباء في العراق مع موجات الحر يفاقم الغضب
الصحيفة في تقرير لها “إن أحياء كبيرة في العاصمة العراقية بغداد وأطرافها وصولاً إلى بابل وكربلاء والنجف والديوانية تعرضت لانقطاع كامل للكهرباء”.
واضافت الصحيفة في تقريرها أنه “على الرغم من كون العراق ثاني أكبر منتج في أوبك إلا أنه يعتمد على إيران في حوالي ثلث احتياجاتها من الطاقة وعندما تنخفض إمدادات الغاز التي تبلغ حاليا حوالي 45 مليون متر مكعب”.
العربي الجديد: العراق.. أشهر من اللهيب بسبب انقطاع الكهرباء
صحيفة العربي الجديد في تقرير لها قالت: “زادت شكاوى العراقيين من كثرة انقطاع التيار الكهربائي خلال الأيام الماضية وصولاً إلى 16 ساعة يومياً، ما فاقم معاناتهم التي تتوزع في اتجاهات عدة. وعزت وزارة الكهرباء السبب إلى وقف إيران إمدادات الغاز الذي يستخدم في توليد الطاقة الكهربائية نتيجة عدم تسديد العراق مبالغ ديونه المستحقة لها، تنفيذاً للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران.
وسبق أن أعلنت حكومة السوداني أن مشكلة الكهرباء ضمن أولويات برنامجها، لكنها تواجه فعلياً عقبات عدة لاستئصالها من جذورها، وحتى على صعيد إنتاج الكهرباء محلياً باستخدام الموارد الأولية التي يملكها العراق، من دون الاعتماد على مصادر إنتاج من الخارج.
مختصون يذكرون المواطن والساسة بتصريحات وزراء الكهرباء
ذكر مختصون ان التخبطات في التصريحات بين الجهات المعنية لعدم وجود مركزية في القرار السيادي فكل الحكومات المتعاقبة ضمن برنامجها الاساسي هي معالجة ازمة الكهرباء فلا احد ينسى تصريحات السيد وزير الكهرباء في حكومة نوري المالكي الثاني حسين الشهرستاني عندما قال “العراق سيصدر الكهرباء عام 2013” وبعد مرور عقد على بدء الجدول الافتراضي لتصدير الكهرباء لم يتكمن العراق من الاكتفاء الذاتي بل لم يكتفي بنصف الحاجة الفعلية للبلد.
فكيف ينسى العراقيون وزير الكهرباء في حكومة حيدر العبادي قاسم الفهداوي وتصريحه الشهير “اكثر من نصف سكان بغداد والمحافظات ما زالو يستخدمون الكيزر(السخان) حينها كانت تظاهرات عارمة قد اجتاحت البلد في شهر تموز حتى اطلق عليه لقب “قاسم كيزر”.
وبعد كل المبالغ التي صرفت على قطاع الطاقة الكهربائية والتي تقدر بـ اكثر من 80 مليار دولار على مدار عقدين من الزمن وحسب اخر احصائية في عام 2021 ما زال المواطن يعاني من ازمات في قلة تجهيز الكهرباء الوطنية وارتفاع اسعار الامبير التي ينفق المواطن العراقي حسب احصائيات رسمية ما يقارب الـ 5 مليار دولار سنوياً وربما أكثر كأجور للمولدات الاهلية في عموم محافظات العراق.
وهنا المواطن يتساءل …
هل ازمة الكهرباء محلية ام دولية.؟
من يقف خلفها.؟
ومتى ينعم المواطن بالكهرباء.؟
والمسؤول لن يرد بالتأكيد والمواطن سيبقى يعاني من ازمة الكهرباء التي بسببها ستكون ازمة مياه في ضل الجفاف الذي يعصف بدجلة والفرات والتي تؤكد الدراسات بأن بلاد النهرين سيبقى بلا انهار بحلول عام 2040.