وليد سلام جميل
كلما كان موقعك أكثر تأثيراً فإنّ وقع المسؤولية عليك أكبر. عندما يدعو ناشط مدني لتظاهرة مثلاً، فالمُنتَظر من الطرف الأكثر تأثيراً موقفاً أقوى، يتناسب مع الحالة وموقع هذا الطرف.
قبل دقائق، أعلن الكي،،ان الصهيو،،ني رسمياً حتمية انطلاق العملية العسكرية البرية. هل مواقفنا تتناسب مع ما يقوم به هذا المحتل؟
أنا أدعو للتظاهرات مثلاً، لأنني لا أملك موقعاً مؤثراً، أو قوة يمكن أن تلعب دوراً في المعادلة، لكن ما أنتظره من حز،،ب الله اللبنا،،ني مثلاً هو دعم الفلسطينيين عسكرياً، وليس بالتظاهرات -وهذا ما أنتظره من ما يُسمى فصائل المقاومة العراقية (بمختلف مسمياتها وانتماءاتها). سبب هذا الانتظار هو اختلاف الموقع والقوة بيني وبين قائد فصيل مسلح، هدفه الأساسي مواجهة الكيا،،ن الصهيو،،ني حسب ما يدّعي.
مواقف رؤساء الدول العربية والإسلامية، وكذلك القادة الدينيين وأصحاب الجماعات المسلحة (المقاومة) لا تتناسب مع الحدث أبدا. مواقفهم من باب إسقاط الفرض ليس إلا. الكل في موقف لا يُحسدُ عليه. الكلام الكبير المتعلق بتشكيل قوات لحرق تل أبي،،ب وما شابه جاء يومه. متى ستتحرك هذه القوات؟! أليست هذه القوات كانت وما زالت تقول: نحن على أتم الاستعداد، وننتظر الإشارة. ألم يحن الوقت بعد؟! هل تنتظرون من الكي،،ان الصهيو،،ني أن يمحو غزة، لتنشروا بعدها بيانات تنديد، أو ترمونهم بحجارة خجولة من هنا وهناك، كما هو الحاصل الآن من توجيه ضربات خجولة من جنوب لبنان؟!
نحن الآن -على أقل تقدير- نحتاج استعراض قوة من باب (الردع). إعلان الجهوزية ونشر فيديوهات تدريب وما شابه ذلك. إعلان التنسيق المشترك. هذا يعطي رسالة أقوى. المُنتظر من الأذرع المسلحة في العراق وسوريا ولبنان وغيرها هو إظهار الجهوزية من باب الردع. لا يُنتظر من قادة الفصائل المسلحة (المقاومة) بيانات تنديد ودعوات تظاهر، كما يطلقها أي شخص عادي في هذا العالم.
ما زال هناك متسع (ضيق) من الوقت لإثبات الشعارات. ما زال هناك سويعات على إثبات الشجاعة وصدق المواقف. التاريخ يسجل. ننتظر…