احمد صلاح – كربلاء
للسيد السيستاني تأثير كبير في العراق، وإيران، ودول الخليج، والعديد من الدول الإسلامية، فالحركات السياسية والمجتمعية والقوى الفاعلة في مختلف المجالات تستأنس بآرائه وتطمئن اليها.
هذا التأثير ساهم بإجهاض الكثير من المشاريع التي تخدم كيان الاحتلال في العراق والمنطقة، خاصةً في ظل الجهود التي يبذلها الكيان للتطبيع مع عدد من الدول العربية، مما حدى بكيان الاحتلال ان يضع سماحته في دائرة الاستهداف!
أسباب وضع السيد السيستاني في دائرة الاستهداف والتداعيات المترتبة:
1- معارضة وجود كيان الاحتلال في فلسطين
من المعروف أن السيد السيستاني يقف دائمًا مع وحدة الشعوب وصيانة امنها واستقلالها، اذ يعارض سماحته بشدة التدخلات الأجنبية في شؤون الدول الإسلامية، ولما كان الكيان الصهيوني يلهث خلف أهدافه التوسعية، والتمدد طولا وعرضا على حساب شعوب المنطقة، واحتلاله لفلسطين، اصدر السيد السيستاني العديد من البيانات التي ادان فيها وجوده واجرامه، كما ادان المحاولات التوسعية المقيتة التي تقوض أمن المنطقة، وتدخلها في اتون الحروب والنزاعات التي لا تحمد عقباها، وبالتالي فأن مواقفه هذه عززت الصف الرافض لوجود الاحتلال في فلسطين، وللصف المعارض للسياسات الإسرائيلية التوسعية على حساب شعوب ودول المنطقة.
2 – إجهاض الحلول الدبلوماسية!
في الوقت الذي تبذل في جهود حثيثة من قبل فاعلين في المنطقة والعالم لوقف الحرب، والركون الى التفاوض كخيار للخروج من الازمة الحالية، وضع كيان الاحتلال السيد السيستاني في دائرة الاستهداف بالتصفية الجسدية وفقا لقناة (14) الصهيونية، وهو تطور خطير يعكس سعي الكيان الى إجهاض الحلول الدبلوماسية، كما يعكس عمق القلق الإسرائيلي من تأثير هذه الشخصية المعطاء على شعوب العالم الإسلامي، خاصة تلك المواقف التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، ومأساة الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين وفي الشتات.
3- إشعال نيران التوترات في المنطقة!
وضع الكيان الصهيوني السيد السيستاني على قائمة المستهدفين بالتصفية الجسدية، غير آبه بمكانته محليا وإقليميا ودوليا، هذا الفعل المدان أدى الى اثارة محبي سماحته ومريديه في العراق والعالم، حيث شهدت العديد من المناطق مظاهرات غاضبة، وسجلت العديد من النخب الإقليمية والشخصيات الدولية استنكارها الشديد لهذه التصرفات التي وسعت من دائرة نيران التوترات المشتعلة في المنطقة!
4- تعزيز مكانة السيد السيستاني بين الشعوب الإسلامية
هذه الخطوة الغير محسوبة لكيان الاحتلال عززت مكانة السيد السيستاني بين الشعوب العربية والإسلامية لان هذه الشعوب تنظر الى القضية الفلسطينية على انها قضيتها الأولى، وبالتالي فأنها تقف مع كل الجهود التي تتبنى الدفاع عن مظلومية الشعب الفلسطيني، وتحرير الأرض المغتصبة وارجاعها الى أهلها المشردين في الشتات.
5- تداعي مشروع التطبيع مع دول المنطقة
ان استمرار الكيان الصهيوني في غطرسته وتماديه في استهداف قادة ورموز دول المنطقة والعالم الإسلامي ومن بينهم السيد السيستاني، هؤلاء الرموز الذين يناهضون وجود كيان الاحتلال ومشروعه التوسعي، وسلبه لحقوق الشعب الفلسطيني، أدى الى انكماش مشروع التطبيع، وتسبب بحرج كبير للدول التي كانت تتفاعل مع مشروع التطبيع كهدف إستراتيجي، ما دفع العديد من شعوب المنطقة ضد الكيان وداعميه في الشرق الأوسط والغرب عموما.